أن الألف واللام في (الرجل) لاستغراق خصائص الأفراد؛ نحو: زيد الرجل علمًا. أي: الكامل في العلم، وتقدير (١) اللفظ: أنقذتك من الكامل الرجولية في التأديب وجميع أموره، ومنه قوله تعالى:{ذَلِكَ الْكِتَابُ}(٢)، والظاهر أنه لم يذكرها بإنقاذها من ضربه إلا لتحمد اللَّه وتشكره على إنقاذها من ضربه.
(فمكث) بضم الكاف، قال اللَّه تعالى:(فَمَكُثَ غَيْرَ بَعِيدٍ)(٣) وفيه قراءات أُخر (أبو بكر -رضي اللَّه عنه- أيامًا ثم) جاء و (استأذن على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) الظاهر أنه جاء بعد ثلاثة أيام، فإن أقصى الهجران (٤) ثلاث؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يهجر أحدكم أخاه فوق ثلاث"(٥) فكيف بابنته التي هي بضعة منه وتحت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(فوجدهما قد أصطلحا) رواية البغوي: فوجدهما قد اصطلحا -وأظنها رواية النسائي في "عشرة النساء"(٦) - في غيبته، لأن غضب أبي بكر إنما كان لأجله -صلى اللَّه عليه وسلم- (فقال) أبو بكر لهما: (أدخلاني سلمكما)
(١) غير واضحة في (ل)، (م)، ولعل المثبت هو الصواب. (٢) البقرة: ٢. (٣) النمل: ٢٢، وضم الكاف قراءة الجمهور، وقرأ عاصم وحده {فَمَكَثَ} بفتحها انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٤٨٠)، "الحجة للقراء السبعة" لأبي علي الفارسي ٥/ ٢٢. (٤) ساقطة من (م). (٥) تقدم برقم (٤٩١٠) من حديث أنس. (٦) "عشرة النساء" (٢٥٧) من حديث النعمان بن بشير بلفظ: ثم استأذن أبو بكر وقد اصطلح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعائشة.