الصبي والخادم والزوجة، ونحو ذلك إذا رآه مهمومًا، فيسأله أو يسأل غيره؛ ليعلمه (فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره. فقال: ) يا (أبا عمير) وهو أخو أنس بن مالك لأمه، أمهما أم سليم -لا يُعرف له اسم- وقال الحاكم أبو أحمد: اسمه عبد اللَّه، وأبو عمير هو ابن أبي طلحة، واسم أبي طلحة: زيد بن سهل الأنصاري، الذي توفي وكنَّت أم سليم عند موته، حتى واقعها [أبو طلحة](١) فحملت به (ما فعل) أي: ما شأنه وما حاله؟ (النغير) فيه: أن موت الطير في يد الصغير لا إثم على والده، إذ لو كان فيه شيء لما أقرهم عليه، ولكان بيَّن تحريمه أو كراهته، وفيه: جواز المجمع في الكلام دون تكلف، وجواز المزاح والدعابة ما لم يكن إثمًا، وبوب عليه البخاري: باب النية للصبي (٢)، وباب الانبساط إلى الناس. وقال ابن مسعود: خالط الناس ودينك لا تكلمنه (٣). والدعابة مع الأهل، ثم ذكر الحديث (٤).
وفي الحديث أيضًا كمال خلق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، واستمالة قلوب الصغار، وإدخال السرور على قلوبهم، قيل: وجواز صيد المدينة، وإظهار المحبة لأقارب الصغير ونحوه.
* * *
(١) ساقطة من (م). (٢) "صحيح البخاري" قبل حديث (٦٢٠٣). (٣) رواه الطبراني ٩/ ٣٥٣ (٩٧٥٧) بلفظ: "خالطوا الناس وصافوهم مما يشتهون، ودينكم فلا تكلمنه". (٤) "صحيح البخاري" (٦١٢٩).