(أنها أخبرتهما أنها رأت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) وقد مر طرف من هذا الحديث في إقطاع الأرضين من كتاب الخراج والإمارة، بلفظ: أنها أخبرتهما قالت: قدمنا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . الحديث بطوله (١)، قال في "الاستيعاب": قد شرح حديثها أهل العلم بالغريب، وهو حديث حسن (٢).
(وهو قاعد القرفصاء) بضم القاف والفاء، قال الفراء: إذا ضممت مددت، وإذا كسرت قصرت، وهي جلسة المحتبي بيديه، قال البخاري في باب الاحتباء باليد: وهو القرفصاء (٣). وهي جلسة المستوفز، وهي أن يجلس على أليتيه ويلصق فخذيه ببطنه، ويحتبي بيديه يضعهما على ساقيه كما يحتبي بالثوب، تكون [يداه مكان](٤) الثوب. قالت:(فلما رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المختشع) بضم الميم وسكون الخاء، وهو معرفة في معنى النكرة، أي: رأيته مختشعًا.
(وقال موسى) بن إسماعيل (المتخشع) بتقديم التاء على الخاء، وهما بمعنى واحد، يقال: خشع واختشع وتخشع، والخشوع أثر الخوف والسكون والخضوع للَّه، وأصله النظر إلى الأرض وخفض الصوت. قال الليث: الخشوع قريب المعنى من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن، والخشوع في القلب والبصر والصوت (٥).
(١) تقدم برقم (٣٠٧٠). (٢) "الاستيعاب" ٤/ ٤٥٩. (٣) "البخاري" قبل حديث (٦٢٧٢). (٤) مكانها في (م) بياض بمقدار كلمة. (٥) انظر: "إكمال المعلم" ٨/ ٥٦٣.