البرصاء أخو الحارث ابن البرصاء، واسم أبيه مالك، أي: تمادى معه في الخصومة، يقال منه: لججت في الأمر، بكسر الجيم تلج بفتحها (١) لجاجًا، وفي رواية أخرى رجحها بعضهم:[فلاحاه](٢) أي: نازعه وخاصمه، رواية ابن عبد البر (فلاحَّه) بتشديد المهملة (رجل) من فريضة (في صدقته) الواجبة عليه (فضربه أبو جهم فشجه) أي: جرحه في وجهه أو رأسه، أي: نازعه في زمام سعد.
(فأتوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: القَودَ) منصوب بفعل محذوف تقديره: خذ القود منه (القود) بفتح الواو فيهما، وهو قتل القاتل بمن قتله، فكأنه يقوده للقتل (يا رسول اللَّه. فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: لكم كذا وكذا) أي: عوض عن القود الواجب لكم عليه، فيه أن القصاص ليس بلازم، بل إذا وقع الرضا بدون القصاص من دية أو عفو فذلك مباح، وأما قوله تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ}(٣) فالمراد إذا أردتم، فإن لم ترضوا، فالقصاص هو الواجب عند التشاحح.
(فلم يرضوا) بما ذكره لهم (فقال: لكم كذا وكذا) وفيه زيادة عما ذكر أولًا، فلم يرضوا بما زادهم، فيه دليل على أخذ القود من الوالي والعامل والسلطان كما يؤخذ من غيرهم، [كما تقدم](٤): "المؤمنون تتكافأ دماؤهم"(٥) فالأمير والمأمور في القود سواء.
(١) أي اللام. (٢) ساقطة من النسخ، والمثبت كي يستقيم السياق. (٣) البقرة: ١٧٨. (٤) ساقطة من (م). (٥) سلف برقم (٢٧٥١) من حديث عبد اللَّه بن عمرو، ورواه ابن ماجه (٢٦٨٥).