(فقال له رافع) بن خديج بعد أن سلَّم عليه (سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: لا قطع في ثمر ولا كثر) زاد مالك في "الموطأ": بيد، فمشى معه رافع إلى مروان فقال: أخذت غلامًا لهذا؟ فقال: نعم. فقال: فما أنت صانع به؟ قال: أردت قطع يده فقال له رافع: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"لا قطع في ثمر ولا كثر"(١) انتهى. فيه حجة لمن لم ير القطع. وحجة الشافعي: ما روى ابن وهب، عن مالك في الرجل يدخل الحائط فيأكل من التمر أو يجده ساقطًا، قال: لا يأكل منه، إلا أن يعلم أن نفس صاحبه تطيب بذلك.
(فأمر مروان بالعبد فأرسل) أي: أخرج من السجن وأطلق.
(قال أبو داود: الكثر: الجمار) كما تقدم تفسيره.
[٤٣٨٩](ثنا محمد بن عبيد) بن حساب الغبري (قال: ثنا حماد) بن زيد (قال: ثنا يحيى) بن سعيد [قال: ثنا](٢)(عن محمد بن يحيى بن حبان) بفتح المهملة والموحدة، كما تقدم.
(بهذا الحديث قال: فجلده مروان) بن الحكم (جَلَدَات) بفتح اللام، قال ابن مالك: وقد تسكن عين فعلات جمع فعلة إذا كان مصدرًا كحسرات، تشبيهًا بجمع فعلة صفة؛ لأن المصدر قد يوصف به. وقال أبو الفتح: السكون في ظبيات أسهل من رفضات؛ لاعتلال اللام، ورفضات أسهل من تمرات؛ لأن المصدر يشبه الصفة (٣).
(١) "الموطأ" ٢/ ٨٣٩. (٢) كذا في (م)، و (ل)، ولا وجه لها. (٣) انظر: "المحتسب" ١/ ٥٦.