عنك) أمر (العوام) بتشديد الميم، فإنهم لا ينفع فيهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر (فإن من ورائكم) أي: قدامكم وأمامكم، فهو كقوله تعالى:{وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ}(١)، وقوله تعالى:{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ}(٢)(أيام) بالنصب ويجوز الرفع.
(الصبر) مضاف إليه أي: لا طريق لكم في ذلك الزمان الذي يظهر فيه المنكر وينكر فيه المعروف إلا الصبر على البلاء الذي يصيبكم (الصبر) بالرفع مبتدأ (فيه) أي: صبر المتمسك فيه على دينه يشق عليه ويتأذى ممن ينهاه عن المنكر (مثل) صبر (من يقبض)(٣) بيده (على الجمر) من النار لما يلحقه من عظم المشقة (للعامل فيهم) أي: في أهل ذلك الزمان. وللترمذي وابن ماجه:"للعامل فيهن"(٤) أي: في تلك الأيام من الأجر الكثير (مثل) بالرفع (أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عمله) ولما كان الضمير في (عمله) مبهما فيما يعود، سألوه عن البيان. قال عبد اللَّه ابن المبارك:(وزادني غيره) أي: غير عتبة بن أبي حكيم الهمداني.
(قال) أبو ثعلبة: (يا رسول اللَّه) أ (أجر خمسين) رجلًا (منهم؟ ) أو منا (قال: أجر خمسين رجلًا منكم) أي: من الصحابة -رضي اللَّه عنهم- لقلة من يساعده ويعينه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيره من شرائع الدين، وكثرة من يتعرض لأذاه باللسان واليد لقيامه بالحق.
(١) المؤمنون: ١٠٠. (٢) الكهف: ٧٩. (٣) بعدها في (ل)، (م): مثل قبض. ولعلها نسخة. (٤) "سنن الترمذي" (٣٠٥٨)، "سنن ابن ماجه" (٤٠١٤).