(إلى قوله تعالى){وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ}({فَاسِقُونَ}) أي: خارجون عن الإيمان بنبيهم، ثم قال: زاد ابن ماجه والترمذي: وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- متكئًا فجلس (١)، وقال (كلا) أي: حقًّا (واللَّه لتأمرن بالمعروف ولتنهون) بضم الواو (عن المنكر، ولتأخذن) بضم الذال (على يد الظالم) أي: ولتمنعنه عما يريد أن يفعله من الظلم، كأنه يقول: أمسكوا يده لتمتنع عن أن تمتد لظلم (ولتأطرنه) بكسر الطاء، وضم الراء، وتشديد النون، أي: تعطفوه على الحق وتردونه عن الجور وتقهروه وتلزموه (على) اتباع (الحق أطرا) بفتح الهمزة، وسكون الطاء المهملة مع القصر والتنوين، ومنه حديث صفة آدم عليه السلام:"أنه كان طوالا فأطر اللَّه منه"(٢). أي: ثناه وعطفه وقصره ونقص من طوله، يقال: أطرت القوس آطرها: إذا حنيتها [وأطرت](٣) الشيء فانأطر وتأطر أي: انثنى.
قال في "النهاية" في حديث الباب: ومن غريب ما يحكي نفطويه، قال: إنه بالظاء المعجمة من باب ظأر بالهمز، ومنه الظئر: المرضعة، وجعل الكلمة مقلوبة فقدم الهمزة على الظاء (٤).
(أو لتقصرنه) بضم الصاد المهملة والراء، أي: تحبسوه (على) اتباع (الحق قصرًا) يقال: قصرت فلانًا على فعل الشيء. إذا حبسته على فعله،
(١) "سنن الترمذي" (٣٠٤٨)، "سنن ابن ماجه" (٤٠٠٦). (٢) ذكره ابن الأثير في "النهاية" ١/ ٥٣ وغيره. (٣) ليست في (ل)، (م)، والمثبت من كتب اللغة. (٤) "النهاية" ١/ ٥٣.