فهي أشد حاجة إليها؛ لأنها قدمت من الهجرة، وإكرامًا لأبيها لسبقه في الإسلام. ويحتمل غير ذلك. وللبخاري في باب من تكلم بالفارسية والرطانة: أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أبي وعليَّ قميص أصفر (١).
وفي الحديث جواز إلباس الرجل المرأة الثوب بحضرة أبيها من غير إذن أبيها إذا كان ممن يتبرك بإلباسه.
قال المنذري: يروى بالقاف وبالفاء، فبالقاف من إخلاق الثوب وتقطيعه، وبالفاء بمعنى العوض والبدل. أي: يكتسب خلفة بعد بلائه.
قال ابن بطال: هذا كلام معروف عند العرب، ومعناه الدعاء بطول البقاء.
قال صاحب "الأفعال": يقال: أبلِ وأخلق. أي: عش فخرق ثيابك وأرقعها (٢). ويدل على رواية الفاء الحديث في الباب قبله:"أبلي ويخلف اللَّه"(٣).
وفيه: دليل على أنه يستحب أن يقول لصاحبه إذا رأى عليه ثوبًا جديدًا هذا الذي في الحديث؛ لما روى ابن ماجه وابن السني عن ابن عمر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى على عمر ثوبًا فقال:"أجديد أم غسيل؟ " فقال: بل غسيل. فقال:"البس جديدًا، وعش حميدًا، ومت شهيدًا"(٤) زاد البيهقي:
(١) "صحيح البخاري" (٣٠٧١). (٢) "شرح ابن بطال" ٥/ ٢٣٢. (٣) سبق برقم (٤٠٢٠). (٤) "سنن ابن ماجه" (٣٥٥٨)، "عمل اليوم والليلة" (٢٦٨). قال البوصيري في "الزوائد" (١١٨٣): إسناد حديث ابن عمر صحيح. =