(قالت: لعلَّكنَّ من الكُورَة) بضم الكاف: الصقع، وتطلق على المدينة كما هو هنا، والجمع كور مثل غرف وغرفة (التي تدخل نساؤها الحمامات. قلن: نعم. قالت: أمَا) بتخفيف الميم (إني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: ما مِنِ) بكسر النون في الوصل على الأرجح من الفتح. (امرأة تخلع ثيابها) لفظ الترمذي وابن ماجه: "تضع ثيابها"(١) وهو قريب منه، فإنها إذا خلعت ثيابها وضعتها (في غير بيتها)، وعندهما:"في غير بيت زوجها"(٢). ورواه الحاكم من طريق دراج أبي السمح عن السائب أن نساءً دخلن على أم سلمة، فسألتهنَّ: من أنتنَّ؟ قلن: من أهل حمص. قالت: قلت: من أصحاب الحمامات؟ قلن: وبها بأس؟ ! قالت: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق اللَّه عنها ستره"(٣).
(إلا هتكت ما بينها وبين اللَّه) من الستر، أي: خرقته كما في رواية الحاكم. والمراد بالستر ستر معاصي العبد وعيوبه عن إذاعتها لأهل الموقف يوم القيامة، ويحتمل أن يراد بالستر ترك محاسبته عليها، وترك ذكرها كما في الحديث:"إن اللَّه يقرر العبد بذنوبه، ثم يقول: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم"(٤).
(١) "سنن الترمذي" (٢٨٠٣)، "سنن ابن ماجه" (٣٧٥٠). (٢) "سنن الترمذي" (٢٨٠٣)، "سنن ابن ماجه" (٣٧٥٠). (٣) "المستدرك" ٤/ ٢٨٩. وصححه الألباني في "غاية المرام" (١٩٥). (٤) رواه البخاري (٢٤٤١، ٤٦٨٥، ٦٠٧٠، ٧٥١٤)، ومسلم (٢٧٦٨) من حديث ابن عمر.