صَفْحًا؛ أي: إعْراضًا، يقال: صَفَحْتُ عن فلان: إذا أعْرَضْتَ عنه، والأصل في ذلك أنك إذا أعرضت عنه وَلَّيْتَهُ صَفْحةَ عُنُقِكَ ووَجْهِكَ (١)، قال كثير عزة:
ومعنى الآية: أفَنُمْسِكُ عن إنزال القرآن ونُهْمِلُكُمْ يا أهل مكة، فلا نأمركم ولا ننهاكم ولا نُعَرِّفُكُمْ ما يَجِبُ عليكم، من أجْلِ أنكم أسرفتم في كفركم (٣)؟ وهو قوله:{أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ}؛ أي: مشركين، والإسراف: التجاوز في الحق.
قرأ أهل المدينة والكوفة إلّا عاصمًا:{إِنْ} بكسر الألف على معنى "إذْ"، كقوله تعالى:{وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}(٤)، وقوله: {إِنْ
(١) قاله ابن قتيبة وابن الأنباري والنحاس، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣٩٥، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٢٧١، معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٣٣٦، وينظر أيضًا: غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٣٩. (٢) البيت من الطويل، لكثير، والرواية في ديوانه: "صَفُوحٌ" بالرفع. التخريج: ديوانه ص ٩٨، تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣٩٥، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٢٧١، تهذيب اللغة ٤/ ٢٥٧، أمالِيُّ القالِي ٢/ ١٠٧، الكشف والبيان ٨/ ٣٢٨، المحرر الوجيز ٥/ ٤٦، روضة المحبين ص ٣٣٤، زاد المسير ٧/ ٣٠٢، أخبار النساء ص ٤١، عين المعانِي ورقة ١١٩/ أ، تفسير القرطبي ١٦/ ٦٣، اللسان: صفح، البحر المحيط ٨/ ٧، الكشكول ص ٦٢٩، التاج: صفح. (٣) قاله ابن زيد وقتادة والسدي، ينظر: معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٣٣٥، الوسيط ٤/ ٦٤، تفسير القرطبي ١٦/ ٦٢. (٤) البقرة ٢٧٨.