وأصل المَسْدِ: ما فُتِلَ وَأُحْكِمَ مِنْ أيِّ شَيْءٍ كانَ، مأخوذ من المَسْدِ وهو الفَتْلُ، ويُقال: دابّةٌ مَمْسُودةُ الخَلْقِ: إذا كانت شديدةَ الأسْرِ، وامْرَأةٌ مَمْسُودةٌ: إذا كانت مُلْتَفّةَ الخَلْقِ، ليس في خَلْقِها اضطرابٌ (١)، وواحدته مَسَدةٌ وجمعه أمْسادٌ.
والمعنى: أن السلسلة التي في عُنُقِ امْرَأةِ أبِي لَهَبٍ فُتِلَتْ من الحَدِيدِ فَتْلًا مُحْكَمًا (٢).
[فصل]
رُوِيَ عن الأصمعي أنه قال: صَلَّى أربعة من الشعراء خَلْفَ إمامٍ اسمه يَحْيَى (٣) فقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فَتَتَعْتَعَ فيها، فقال أحَدُهُمْ:
(١) حكاه الأزهري عن ابن السكيت في التهذيب ١٢/ ٣٨٠، وينظر: غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٨٤. (٢) قاله الأزهري في تهذيب اللغة ١٢/ ٣٨٠. (٣) هو يَحْيَى بنُ المُعَلَّى الكاتِبُ، والقصة في الجليس الصالح الكافِي ٢/ ٣٥٦، ٣٥٧ كما يلي: "صَلَّى يَحْيَى بنُ المُعَلَّى الكاتِبُ، وكان في مَجْلِسٍ فيه أبو نُواسٍ وَوالِبةُ بنُ الحُبابِ وَعَلِيُّ بن الخَلِيلِ والحُسَيْنُ الخَلِيعُ، صَلاةً، فقرأ فيها: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فَغَلِطَ فَسَلَّمَ، فقال أبو نواس: أكْثَرَ يَحْيَى غَلَطًا... فِي "قُلْ هُوَ اللَّه أحَدْ" فقال والِبةُ: قامَ طَوِيلًا ساكنًا... حَتَّى إذا أعْيا سَجَدْ فقال عَلِيُّ بنُ الخَلِيلِ: يَزْحَرُ فِي مِحْرابِهِ... زَحِيرَ حُبْلَى بوَلَدْ فقال الحُسَيْنُ الخَلِيعُ: كَأنَّما لِسانُهُ... شُدَّ بِحَبْلٍ مِنْ مَسَدْ".