وقيل (١): أراد بالليلة المباركة ليلة النصف من شعبان، وإنما سمّاها مباركةً لِما فيها من الخير والرحمة والحكم والبركة، وما تَنْزِلُ به الملائكةُ من كل أمر.
قوله:{فِيهَا}؛ أي: فِي تلك الليلة المباركة {يُفْرَقُ}؛ أي: يُفْصَلُ ويُبَيَّنُ {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤)}؛ أي: مُحْكَم؛ يعنِي: أمْرُ السنة يُبْرَمُ فِي ليلة القدر من شهر رمضان.
وقيل: فِي ليلة النصف من شعبان، كل أجَلٍ ورزق وعمل وخير وشر وما يكون فِي تلك السنة إلى مثلها من العام القابل.
[فصل]
رُوِيَ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"تُقَطَّعُ الآجالُ من شعبانَ إلى شعبانَ، حتى أن الرجل لَيَنْكِحُ، ويُولَدُ له، ولقد أُخْرِجَ اسْمُهُ فِي ديوان الموتى"(٢).
وعن عائشةَ -رضي اللَّه عنها- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"إن اللَّه تعالى يَنْزِلُ ليلةَ النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فَيَغْفِرُ لأكثرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ"(٣).
(١) ينظر: جامع البيان ٢٥/ ١٣٩، الكشف والبيان ٨/ ٣٤٩، تفسير القرطبي ١٦/ ١٢٧، ١٢٨، البرهان للزركشي ٢/ ١٨٨. (٢) ينظر: جامع البيان ٢٥/ ١٣٩، الكشف والبيان ٨/ ٣٤٩، عين المعانِي ورقة ١٢٠/ ب، تفسير القرطبي ١٦/ ١٢٦. (٣) رواه الإمام أحْمَدُ في المسند ٦/ ٢٣٨، والترمذي في سننه ٢/ ١٢١ أبواب الصوم: باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان، وابن ماجه في سننه ١/ ٤٤٤ كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان.