قوله: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (٢٧)} كان حَفْصٌ يقف على النون من قوله: {مَنْ} وَقْفةً، ثم يبتدئ:{رَاقٍ}(١)، والمعنى: مَنْ يَصْعَدُ بِرُوحِهِ إلَى السماء؟ مَلَائِكةُ الرَّحْمةِ أم مَلَائِكةُ العَذابِ؟ (٢).
وقيل (٣): معناه: هَلْ مِنْ طَبِيبٍ يَرْقِي؟ هَلْ مِنْ مُداوٍ شافٍ؟ قال قتادة (٤): التَمَسُوا له الأطِبّاءَ، فلم يُغْنُوا عنه من قَضاءِ اللَّه شيئًا، {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (٢٨)}؛ أي: عَلِمَ أنه الخروج من الدنيا، كما قال بعضهم:
عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن العبد لَيُعالِجُ كُرَبَ المَوْتِ وَسَكَراتِهِ، وَإنَّ مَفاصِلَهُ يُسَلِّمُ بَعْضُها على بَعْضٍ، تقول:
(١) وهي قراة قُنْبُلٍ أيضًا، ينظر: السبعة ص ٦٦١، معاني القراءات ٣/ ١٠٦، الحجة للفارسي ٤/ ٧٩. (٢) قاله ابن عباس ومقاتل وأبو العالية وأبو الجوزاء، ينظر قولهم في: جامع البيان ٢٩/ ٢٤٢، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٦٨، زاد المسير ٨/ ٤٢٤، عين المعانِي ورقة ١٤٠/ أ، تفسير القرطبي ١٩/ ١١١. (٣) قاله ابن عباس أيضًا والضحاك وقتادة وأبو قلابة وابن قتيبة، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٥٠١، جامع البيان ١٩/ ٢٤٢، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٦٨، الكشف والبيان ١٠/ ٨٩، المحرر الوجيز ٥/ ٤٠٦، تفسير القرطبي ١٩/ ١١١. (٤) ينظر قوله في جامع البيان ٢٩/ ٢٤٢، الحجة للفارسي ٤/ ٧٩، الكشف والبيان ١٠/ ٨٩، الوسيط للواحدي ٤/ ٣٩٥. (٥) البيت من الوافر، للحسين بن عليِّ بن أبِي طالب. التخريج: الكشف والبيان ١٠/ ٨٩، عين المعانِي ورقة ١٤٠/ أ، تفسير القرطبي ١٩/ ١١٢، موسوعة كلمات الإمام الحسين ص ٨٣٧.