أبو عمرو وابن عامر:{ذُرِّيَّاتُهُمْ} بألف على الجمع، غير أن ابن عامر ضَمَّ التاءَ، وأبو عمرو كَسَرَها، وقرأ الباقون:{ذُرِّيَّتَهُمْ} على الواحد مضمومة التاء، وقرأ نافع وأبو عمرو:{أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيّاتِهِمْ} على الجمع مكسورة التاء، وقرأ الباقون:{ذُرِّيَّتُهُمْ} على الواحد مفتوحة التاء.
فمن قرأ:{ذُرِّيَّتُهُمْ} بالرفع، فرفعه لأنه فاعل، ومن قرأ:"ذُرِّيّاتِهِمْ" بالخفض فمحله نصب، ومن قرأ:{ذُرِّيَّتُهُمْ} بنصب التاء فنصبه لأنه مفعول، وقرأ ابن كثير:{أَلِتْنَاهُمْ} بكسر اللام (١)، وذلك لا يعرفه أهل اللغة (٢)، وقرأ الباقون:{أَلَتْنَاهُمْ} بفتح اللام.
[فصل]
عن عَلِيِّ بن أبِي طالب رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن المؤمنين وأولادَهُمْ فِي الجنة، وإن المشركين وأولادَهُمْ فِي النار"، ثم قرأ:"والَّذِينَ آمَنُوا واتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ. . الآية"(٣).
(١) وقرأ بها ابن محيصن والحسن أيضًا، ورُوِيَ عن ابن كثير أيضًا: "لِتْناهُمْ" بكسر اللام وبغير ألف، وهي قراءة ابن مسعود وأُبَيٍّ وقُنْبُلٍ والحسن وطلحة والأعمش وشبل وابن شَنَبُوذٍ. ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٤٦، المحتسب ٢/ ٢٩٠، تفسير القرطبي ١٧٦٧، البحر المحيط ٨/ ١٤٧، النشر ٢/ ٣٧٧، الإتحاف ٢/ ٤٩٦. (٢) قال الأزهري: "ما رُوِيَ عن ابن كثير: "وَما ألِتْناهُمْ" بكسر اللام فهو وهم، قال ابن مجاهد وغيره: وأخبرنِي أبو بكر بن عثمان عن أبِي حاتم أنه قال: الهمز مع كسر اللام غَلَطٌ، قال أبو حاتم: ورُوِيَ عن ابن كثير الهَمْزُ مع فَتْحِ اللامِ كما قرأ القُرّاءُ، وهو الصحيح، قال أبو منصور: هذا حرف فيه ثلاث لغات، يقال: ألَتَ يَأْلِتُ، ولَاتَ يَلِيتُ، وألَاتَ يُلِيتُ، وكلها صحيحة مسموعة معناها النُّقْصُ، وأما ألِتَ يَأْلَتُ فهو خطأ، ولا يجوز القراءة بها". معانِي القراءات ٣/ ٣٤. (٣) هذا جزء من حديث رواه الإمام أحمد في المسند ١/ ١٣٤ - ١٣٥، وابن أبِي عاصم في =