عن صفوانَ بن عَسّالٍ المُرادي (١)، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا كان يومُ القيامة جاء الإيمان والشِّرك يَجْثُوانِ بين يدي الرب تبارك وتعالى، فيقول اللَّه تعالى للإيمان: انطلقْ أنت وأهلُكَ إلى الجنة، ويقول للشرك: انطلقْ أنت وأهلُكَ إلى النار"، قال: ثم قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}، يعني قول: لا إله إلا اللَّه، {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} يعني: الشرك، {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ}(٢).
قوله:{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا} يعني: مكة، جعلها حَرَمًا آمنًا من القتل فيها والسَّبي والظلم، فلا يُصادُ صيدها ولا يُخْتَلَى خَلَاها (٣)، ومحل {الَّذِي}: نَصْب، صفة {رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ}، وقرأ ابن عباس:{رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّتِي}(٤) فيكون على هذه القراءة: خفضًا على نعت البلدة.
(١) صحابِيٌّ من بني الرَّبَضِ بن زاهر بن عامر، غزا مع النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- اثنتي عشرة غزوة، وروى عنه أحاديث، رَوَى عنه زِرُّ بن حبيش وعبد اللَّه بن سلمة المرادي، سكن الكوفة. [الإصابة ٣/ ٣٥٣، الأعلام ٣/ ٢٤]. (٢) ينظر: الوسيط ٣/ ٣٨٧، الدر المنثور ٥/ ١١٨، كنز العمال ١/ ٧٤. (٣) الخَلَى: الرَّطْبُ من الحشيش، واحدته خَلاةٌ، يقال: خَلَا الرَّجُلُ الخَلَى خَلْيًا واخْتَلَاهُ فانْخَلَى: إذا جَزُّهُ وقَطَعَهُ. اللسان: خلي. (٤) وهي قراءة ابن مسعود أيضًا، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١١٢، تفسير القرطبي ١٣/ ٢٤٦، البحر المحيط ٧/ ٩٦.