قوله عَزَّ وَجَلَّ:{سَأَلَ سَائِلٌ} قرأ أهْلُ المدينة والشامِ: "سالَ" بغير هَمْزٍ على وزن "قالَ"، وقرأ الباقون بالهمز، وهو الاختيار (١)، فمن قرأ بالهمز فهو من السؤال لا غَيْرُ، وله وجهانِ، أحدهما: أن تكون الباء في قوله: {بعَذَابٍ} بمعنى "عَنْ" كقوله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}(٢)؛ أي: عَنْهُ، وقال عَلْقَمةُ ابن عَبْدةَ:
أي: عن النساء، ومعنى الآية: سأل سائل عن عذابٍ {وَاقِعٍ}(٤).
والوجه الآخر (٥): أن تكون الباء صِلةً زائدةً للتوكيد، كقوله تعالى:
(١) قرأ ابن عباس وابن عامر ونافع وأبو جعفر وابن كثير: "سالَ" بغير همز، وقرأ الباقون: "سَألَ" بالهمز، وأجمعوا على همز "سائِلٌ"، ينظر: السبعة ص ٦٥٠، البحر المحيط ٨/ ٣٢٦، الإتحاف ٢/ ٥٦٠. (٢) الفرقان ٥٩. (٣) تقدم برقم ٥٧، ١/ ٣٨٧، وتكرر في ٣/ ٢٠٢. (٤) هذا الوجه قاله الزجاج وابن خالويه، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢١٩، إعراب القراءات السبع ٢/ ٣٨٩، وحكاه الأزهري عن ابن الأعرابِيِّ في التهذيب ١٥/ ٦١٤، وينظر أيضًا: الصاحبي ص ١٣٣، الأزهية للهروي ص ٢٨٤، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٠٥ - ٤٠٦، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٣٥، أمالِيُّ ابن الشجري ٢/ ٦١٤. (٥) هذا الوجه قاله الواحدي في الوسيط ٤/ ٣٥٠، وحكاه السجاوندي بغير عزو في عين المعانِي ورقة ١٣٧/ أ، وينظر: تفسير القرطبي ١٨/ ٢٧٨.