رُوِيَ عن عبد اللَّه بن مسعود، أنه مَرَّ بِمُصاب مُبْتَلًى، فقَرأَ في أذُنه:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} حتى خَتَمَ السورةَ فَبَرِئَ، فقال له رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ماذا قرأتَ في أذُنه؟ " فأخبره، فقال:"والذي بعثني نبيًّا، لو أن رجلًا مؤمنًا قرأها على جَبَلٍ لَزالَ"(٢).
فصلٌ في ذِكْرِ وجوهِ الحكمةِ في خَلْقِ اللَّهِ تعالى الخَلْقَ على الاختصار
قال المحقِّقون (٣): خَلَق اللَّه تعالى الخلْقَ ليدلَّ على وجوده وكمال علمِه وقدرته، إذ لو لم يَخلُق الخلقَ لم يكن لوجودهم معنًى.
(١) وهي أيضًا قراءة خلف ويعقوب، ينظر: السبعة ص ٤٤٩، ٤٥٠، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١٣٢، حجة القراءات ص ٤٩٤، تفسير القرطبي ١٢/ ١٥٦، البحر المحيط ٦/ ٣٩١، الإتحاف ٢/ ٢٨٩. (٢) رواه الطبراني في كتاب الدعاء ص ٣٣١، والعقيلي في الضعفاء الكبير ٢/ ١٦٤ وقال: "قال أَبي: هذا الحديث موضوع، هذا حديث الكذابين"، وكذلك أورده ابن الجوزي في الموضوعات ١/ ٢٥٦، ٣/ ٢١١، وينظر: مجمع الزوائد ٥/ ١١٥ كتاب الطب/ باب رقية الجنون، الدر المنثور ٥/ ١٧، كنز العمال ١/ ٥٨٩. (٣) ينظر: الكشف والبيان ٧/ ٦٠. (٤) هو: جعفر بن محمدٍ الباقرِ بن عَلِيٍّ زينِ العابدين بن الحسين بن عَلِيٍّ رضي اللَّه عنه، أبو =