قولُه -عَزَّ وَجَلَّ-: {طسم (١)} قَرأَ حمزةُ والكِسائي وخَلَفٌ وعاصمٌ -في بعض الروايات- بكسرِ الطاء، على الإمالة فيها وفي أُختها، وقَرأَ أهل المدينة بين الكسر والفتح، وهو الاختيار، وقَرأَ غيرُهم بالفتح: على التفخيم (١)، وأظهر النونَ من "طاسِينَ"، هاهنا وفي القَصَص: أبو جعفرٍ وحمزةُ للتبيين والتمكين (٢)، وأخفاها الآخَرون لِمجاورتها حرفَ الفم.
وأمّا تأويلُها فهو: اسمٌ من أسماء اللَّه تعالى أقسم به، وقيل: أقسم اللَّه تعالى بطَوْلِهِ وسَنائه ومُلكه.
وقال عَلِيُّ بن أبِي طالب -عليه السّلام-: لَمّا نزلت هذه الآيةُ {طسم} قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الطاء: طُور سَيْناء، والسِّين: الإسكندرية، والميم: مكّة"(٣).
(١) قرأ حمزةُ والكسائيُّ، وأبو بكر عن عاصم، وخارجةُ عن نافع، وابنُ وثاب والأعمش والمفضل: بكسر الطاء، وكذلك قرأ هؤلاء: {طسم} في أول النمل، و {طسم} في أول القصص، وقرأ قالونُ عن نافع، وأبو جعفر وشيبةُ والزهريُّ بين الفتح والكسر، وقرأ الباقون، وحفصٌ عن عاصم بالفتح، ينظر: السبعة ص ٤٧٠، إعراب القراءات السبع ٢/ ١٣٠، حجة القراءات ص ٥١٦، الحجة للفارسي ٣/ ٢١٩، تفسير القرطبي ١٣/ ٨٨، الإتحاف ٢/ ٣١٣. (٢) أظهر النونَ أيضًا: إسماعيلُ بنُ جعفر عن نافعٍ، ويعقوبُ، ينظر: السبعة ص ٤٧٠، إعراب القراءات السبع ٢/ ١٣٠، حجة القراءات ص ٥١٦، الحجة للفارسي ٣/ ٢١٩، تفسير القرطبي ١٣/ ٨٨، الإتحاف ٢/ ٣١٣. (٣) رواه الثعلبي في الكشف والبيان ٧/ ١٥٦، وينظر: زاد المسير ٦/ ١١٥، مجمع البيان ٧/ ٣٢٠.