عن أَبِي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يقول اللَّه -عزَّ وجلَّ-: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رَأَتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قلب بشر، بَلْهَ (١) ما أَطْلَعْناكُم عليه، اقْرَءُوا إن شئتم:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}. قال: وكان أبو هريرة يقرؤها: "مِنْ قُرّاتِ أَعْيُنٍ" (٢)، رواه البخاري عن إسحاق بن نصر (٣)، عن أَبي أسامة (٤)، ورواه مسلم عن أَبي كُريب عن أَبي معاوية (٥)، كلاهما عن الأعمش (٦).
(١) بَلْهَ: اسم فعل بمعنى: اتْرُكْ، فيُنْصَبُ ما بعدها على المفعول به، وقد يوضع موضع المصدر بمعنى تَرْكَ، فيُضاف لما بعده، و"ما" في الحديث تحتمل الوجهين، وفيها وجه ثالث، وهو أنها بمعنى: "كَيْفَ"، ينظر: التهذيب ٦/ ٣١٣، الصحاح ٦/ ٢٢٢٧، النهاية لابن الأثير ١/ ١٥٤، ١٥٥. (٢) هذه قراءة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأبِي هريرة وأبي الدرداء وابن مسعود وأبي جعفر والأعمش وعوف العقيلي، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١١٩، المحتسب ٢/ ١٧٤، تفسير القرطبي ١٤/ ١٠٣، البحر المحيط ٧/ ١٩٧، الإتحاف ٢/ ٣٦٧. (٣) هو: إسحاق بن إبراهيم بن نصر، أبو إبراهيم البخاري المعروف بالسعدي، محدث ثقة، روى عن أبي أسامة وعبد الرزاق، توفَّي سنة (٢٤٢ هـ). [تهذيب الكمال ٢/ ٣٨٨، ٣٨٩]. (٤) هو: حماد بن أسامة بن زيد الكوفِيُّ، مولى بني هاشم، من أتباع التابعين وحفاظ الحديث، مشهور بكنيته، توفَّي سنة (٢٠١ هـ). [تهذيب الكمال ٧/ ٢١٦، ٢٢٣، الأعلام ٢/ ٢٧١]. (٥) هو: محمد بن حازم التميمي السعدي بالولاء، أبو معاوية الضرير، حافظ للحديث، من أهل الكوفة، ثقة صدودق، قيل: كان مرجئًا، توفَّي سنة (١٩٥ هـ). [تهذيب الكمال ٢٥/ ١٢٣ - ١٣٣، الأعلام ٦/ ١١٢]. (٦) صحيح البخاري ٤/ ٨٦ كتاب الجهاد والسير: باب ما جاء في صفة الجنة، ٦/ ٢١ كتاب تفسير القرآن: سورة "تنزيل" السجدة، صحيح مسلم ٨/ ١٤٣ كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها.