رَوَى أبو الدرداء، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"ما من امرئ مسلم يَرُدُّ عن عِرْضِ أخيه إلّا كان حقًّا على اللَّه -سبحانه- أن يَرُدَّ عنه نارَ جَهَنَّمَ يَوْمَ القيامة"، ثم تلا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذه الآية:{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}(٢).
قوله تعالى:{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا} يعني: تزعجه من حيث هو، قرأ ابنُ كثير وحمزةُ والكسائي:{الرِّيحَ}(٣) على التوحيد، وقرأ الباقون:{الرِّيَاحَ} على الجمع، وقوله:{فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ} إن شاء بَسَطه مسيرةَ يوم أو يومين، والكناية عائدة على لفظ السحاب، فلذلك ذَكَّرَها، والسحاب جَمْعٌ (٤)، كما تقول: هذا تَمْرٌ جَيِّدٌ.
قوله:{وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا} يعني: قِطَعًا متفرقة، وقرأ ابن عامر بإسكان السين (٥)، {فَتَرَى الْوَدْقَ} يعني: المطر {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} يعني: من وسطه،
(١) من أول قوله: "ولو كان في غير القرآن" قاله النَّحاس بنصه في إعراب القرآن ٣/ ٢٧٦، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٨٠. (٢) رواه الإمام أحمد في المسند ٦/ ٤٤٩ - ٤٥٠، وينظر: الكشف والبيان ٧/ ٣٠٦، عين المعاني ورقة ١٠١/ أ. (٣) وقرأ بالإفراد أيضًا خلفٌ وابن محيصن، ينظر: حجة القراءات ص ٥٦٠، تفسير القرطبي ١٤/ ٤٤، النشر ٢/ ٢٢٣، الإتحاف ٢/ ٣٥٨. (٤) يعني أنه اسمُ جَمْعٍ، يُفَرَّقُ بينه وبين واحِدِهِ بالتاء، فيقال: سحاب وسحابة، كما يقال: تْمَرٌ وتْمَرةٌ. (٥) قرأ ابن عامر وأبو جعفر وابن ذكوان والحسن وعبد الرحمن الأعرج: {كِسَفًا} بإسكان السين، وقرأ الباقون بفتحها، ينظر: السبعة ص ٥٠٧، حجة القراءات ص ٥٦٠، تفسير القرطبي ١٤/ ٤٤، النشر ٢/ ٣٠٩، الإتحاف ٢/ ٣٥٨.