قوله عَزَّ وَجَلَّ:{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا}؛ أي: نصرفه عنكم، وهذا استفهامٌ معناه الإنكارُ؛ أي: لا نفعل ذلك، يقال: ضَرَبْتُ عنه، وأضْرَبْتُ عنه: إذا تَرَكْتَهُ، وأمْسَكْتَ عنه (٤)، والصَّفْحُ: مصدر (٥)، ويجوز أن يكون "صَفْحًا" بمعنى صافِحِينَ، كما يقال: جاءَ زَيْدٌ مَشْيًا، ويجوز أن يكون بمعنى: ذَوِي صَفْحٍ، كما يقال: رَجُلٌ عَدْلٌ؛ أي: عادِلٌ، وكذا: رَجُلٌ رِضًا (٦)، وهو من فصيحات القرآن، والعرب تقول لِمَنْ أمْسَكَ عن الشيء: أعْرَضَ عنه
(١) معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤٠٥. (٢) البروج ٢١ - ٢٢. (٣) هذه قراءتهما في الوصل فقط، فإذا ابْتَدَآ ضَمّاها كالباقين، ينظر: الإتحاف ٢/ ٤٥٣. (٤) قاله الفراء في معانِي القرآن ٣/ ٢٨، وينظر: إعراب القرآن ٤/ ٩٨، ومعانِي القرآن للنحاس ٦/ ٣٣٥. (٥) يعني أنه مفعول مطلق من معنى، "أفنَضْرِبُ"؛ لأنه بمعنى أفنَصْفَحُ، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٩٨، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٨١، التبيان للعكبري ص ١١٣٧، البحر المحيط ٨/ ٨. (٦) هذا الوجه والذي قبله قالهما النحاس في إعراب القرآن ٤/ ٩٨، وعلى أنه بمعنى صافحين أو ذوي صفح يكون "صَفْحًا" حالًا، ينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٨١، التبيان للعكبري ص ١١٣٧، الفريد للمنتجب الهمدانِيِّ ٤/ ٢٥٢، البحر المحيط ٨/ ٨.