ثُمَّ بَيَّنَ فقال: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢)} يعني القرآن في قول عامة المفسرين، وقال الضحاك: يعني نَبَأ يَوْمِ القيامة {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣)} مِنْ بَيْنِ مُصَدِّقٍ وَمُكَذِّبٍ {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٥)} إذا قُتِلُوا بِبَدْرٍ، وَتَوَفَّتْهُم الملائكةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأدْبارَهُمْ، وهذا وَعِيدٌ من اللَّه على إثْرِ وَعِيدٍ، والوعيد الثانِي: القيامةُ، قرأ العامة بالياء فيهما، وقرأ بعض قُرّاءِ أهْلِ الشامِ بالتاء فيهما (٤).
قيل: إنها نزلت في أبِي جَهْلِ بن هشام وأصحابِهِ، كانوا يجتمعون عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإذا حَدَّثَهُمْ خالفوا حَدِيثَهُ، واسْتَهْزَؤوا به، وَسَخِرُوا منه، فأنزل
(١) سورة الإنسان من الآية ٣١، وينظر ما تقدم في هذه الآية ٤/ ٢٢٥. (٢) معانِي القرآن ٣/ ٢٢١. (٣) تقدم برقم ٤٥٢، ٤/ ٢٢٦. (٤) قرأ ابن عامر في رواية ابن ذَكْوانَ عنه، والحَسَنُ وأبو العالية ومالكُ بن دِينارٍ: "سَتَعْلَمُونَ" بالتاء فيهما، وقرأ ابن عامر في رواية هشام بالياء فيهما، وقرأ الضحاكُ الأولَ منهما بالتاء والثانِيَ بالياء، ينظر: السبعة ص ٦٦٨، تفسير القرطبي ١٩/ ١٧١، البحر المحيط ٨/ ٤٠٣.