وقوله: وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً [١٥٨] يُقال: الْجِنَّة هاهنا الملائكة. جعلوا بينه وبين خلقه نسبا. (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ) أنّ الذين قالوا هذا القول (لَمُحْضَرُونَ) فى النار.
وقوله: إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ [١٦٣] إلا من قُدّر لَهُ أن يَصْلَى الجحيم فِي السابق من علم الله.
وقرأ الْحَسَن (إِلَّا من هُوَ صَالُ الجحيم) رفع اللام فيما ذكروا فإن كَانَ أراد واحدًا فليس بِجائز لأنك لا تَقُولُ: هَذَا قاضٌ ولا رامٌ. وإن يكن عَرَف فيها لغة مقلوبة مثل عاثَ وعثا فهو صواب.
قد قالت العرب. جُرُفٌ هارٌ وهَارٍ وهو شاكُ السّلاح ١٦١ اوشاكى «٣» السّلاح وأنشدني بعضهم:
يريد: عائِق. فهذا مما قُلِب. ومنه (وَلا تَعْثَوْا «٥» ) ولا تعِيثوا لغتان. وقد يكون أن تجعل (صالو) جَمعًا كما تَقُولُ: من الرجال من هُوَ إخوتك، تذهب بِهُوَ إلى الاسم المجهول، وتُخرج فعله عَلَى الجمع كما قَالَ الشاعر:
(١) الآية ٢٠ سورة الأحقاف. (٢) ش: «إلى» . (٣) فى الأصول: «شاك» والأولى ما أثبت: كما فى الطبري. (٤) يم فى ش: «عاق» . (٥) الآية ٦٠ سورة البقرة. وتكرر فى مواطن أخرى.