وفي قراءة عَبْد اللَّه: حتّى إِذَا استوى وبلغ أشده «٢» وبلغ أربعين سنة، والمعنى فِيهِ، كالمعنى فِي قراءتنا لأنَّه جائز فِي العربية أن تقول: لمَّا ولد لَكَ وأدركت مدرك الرجال عققت وفعلت، والإدراك قبل الولادة، وَيُقَال: إن الأشدها هنا هُوَ الأربعون «٣» .
وسمعت بعض المشيخة يذكر بإسناد لَهُ فِي الأشد: ثلاث وثلاثون، وفي الاستواء: أربعون.
وسمعت أن الأشد فِي غير هذا الموضع: ثمانى عشرة. والأول أشبه بالصواب لأن الأربعين أقرب فِي النسق إلى ثلاث وثلاثين ومنها إلى ثماني عشرة ألا ترى أنك تَقُولُ: أخذت عامة المال أَوْ كلَّه، فيكون أحسن من أن تَقُولُ: أخذت «٤» أقلّ المال أَوْ كلّه. ومثله قوله:«إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ»«٥» ، فبعض ذا قريب من بعض، فهذا سبيل كلام العرب [١٧٦/ ا] ، والثاني يعنى ثمانى عشرة، [و]«٦» لو ضم إلى الأربعين كَانَ وجها.
نزلت هَذِهِ الآية: فِي أَبِي بَكْر الصديق رحمه الله.
(١) جاء فى الاتحاف (٣٩١) : واختلف فى حسنا، فعاصم وحمزة والكسائي وخلف: إحسانا، وافقهم الأعمش، والباقون بضم الحاء وسكون السين بلا همز ولا ألف (وانظر الطبري ٢٦/ ١٠) . [.....] (٢) بلغ الرجل أشده إذا اكتهل (ابن سيده) ونقله اللسان. (٣) وقال الزجاج هو من نحو سبع عشرة إلى الأربعين، وقال مرة هو ما بين الثلاثين والأربعين (اللسان: شدد) . (٤) فى ش أخذ. (٥) سورة المزمل الآية ٢٠. (٦) فى ب: لو، سقط.