وهي: السلسلة التي فِي النار، وَيُقَال: من مسد: هو ليف المقل «١» .
[ومن سورة الإخلاص]
قوله عزَّ وجلَّ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) .
سألوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما ربك؟ أيأكل أم يشرب؟ أم من ذَهب أم من فضة؟
فأنزل اللَّه جل وعز:«قُلْ هُوَ اللَّهُ» . ثُمَّ قَالُوا: فما هُوَ؟ فَقَالَ:«أَحَدٌ» . وهذا من صفاته:
أَنَّهُ واحد، وأحد «٢» وإن كَانَ نكرة. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: يعني فِي اللفظ، فإنه مرفوع بالاستئناف كقوله:«هَذا بَعْلِي شَيْخٌ «٣» » . وَقَدْ قَالَ الكِسَائِيّ فِيهِ قولا لا أراه شيئًا. قَالَ: هُوَ عماد. مثل قوله:
«إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ «٤» » . فجعل «أَحَدٌ «٥» » مرفوعًا بالله، وجعل هُوَ «٦» بمنزلة الهاء فِي (أَنَّهُ) ، ولا يكون العمادُ مستأنفًا بِهِ حتَّى يكون قبله إن أَوْ بعض أخواتها، أَوْ كَانَ أَوِ الظن.
قوله عز وجل: كُفُواً أَحَدٌ (٤) .
يثقل ويخفف «٧» ، وإِذا كَانَ فعل النكرة بعدها أتبعها فِي كَانَ وأخواتها فتقول:[لم يكن لعبد اللَّه أحد نظير، فإذا قدمت النظير نصبوه، ولم يختلفوا فِيهِ، فقالوا]«٨» : لم يكن لعبد الله نظيرا أحد. وذلك أَنَّهُ إِذَا كَانَ بعدها فقد اتبع الاسم فِي رفعه، فإذا تقدم فلم يكن قبله شىء
(١) المقل: حمل الدّوم، واحدته مقلة، والدّوم شجرة تشبه النخلة فى حالاتها (اللسان) . (٢) فى ش: واحد أحدا. (٣) سورة هود الآية: ٧٣. (٤) سورة النمل الآية: ٩ (٥) فى ش: أحدا. (٦) سقط فى ش. (٧) خفف (أسكن الفاء) حمزة، ويعقوب، وخلف، وثقّل (ضم الفاء) الباقون، لغتان (الإتحاف ٤٤٥) . (٨) سقط فى ش.