هَذَا مثل أريد بِهِ عَائِشَةَ، وحفصة فضرب لهما المثل، فَقَالَ: لم ينفع امْرَأَة نوح وامرأة لوط إيمانُ زوجيهما، ولم يضر «١» زوجيهما نفاقُهما، فكذلك لا ينفعكما نُبوة النَّبِيّ- صَلَّى الله عليه- لو لم تؤمنا، ولا يضره ذنوبكما، ثُمَّ قال:«وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ» فأمرهما أن تكونا «٢» : كآسية، وكمريم ابنة عمران «٣» التي أحصنت فرجها. والفرج هاهنا:
جيب درعها، وذكر: أن جبريل- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نفخ فِي جيبها، وكل ما كَانَ فِي الدرع من خَرْق أَوْ غيره يقع عَلَيْهِ اسم الفرج. قَالَ الله تَعَالى:«وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ»«٤» يعني السماء من فطور ولا صدوع.
[ومن سورة الملك]
قوله عزَّ وجلَّ: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (٢) لم يوقع البلوى عَلَى أيّ لآن فيما بين [أي، وبين البلوى]«٥» إضمار فعل، كما تَقُولُ فِي الكلام: بلوتكم لأنظر أيُّكم أطوع، فكذلك، فأعمل فيما تراه قبل، أي مما يحسن فِيهِ إضمار النظر فِي [قولك: اعلم أيّهم ذهب]«٦»[٢٠٢/ ا] وشبهه، وكذلك قوله:«سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ»«٧» يريد «٨» : سلهم ثُمَّ انظر أيهم يكفل بذلك، وَقَدْ يصلح مكان النظر القولُ فِي قولك: اعلم أيهم ذهب «٩» لأنَّه يأتيهم فيقول. أيكم ذهب؟ فهذا شأن هَذَا الباب، وَقَدْ «١٠» فسر فى غير
(١) فى ب، ح، ش: يضرر. (٢) كذا فى ش، وفى غيرها يكونا، تحريف. (٣) فى ش: بنت. (٤) سورة ق الآية ٦، وفى ش: وما لنا، تحريف. [.....] (٥) فى ح، ش: بين البلوى، وبين أي. (٦) سقط فى ب، ح، ش. (٧) سورة القلم الآية ٤٠. (٨) زيادة من ح، ش. (٩) فى ح: ذنب، تحريف. (١٠) سقط فى ح،