من أمر الآخرة، فقالوا: لا جنة، وَلا نار، ولا بعث، ولا حساب، وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات، وجمع الأموال، وترك النفقات فِي وجوه البر، فهذا ما خلفهم، وبذلك جاء التفسير «٥» ، وَقَدْ يكون ما بين أيديهم ما هُمْ فِيهِ من أمر الدنيا، وما خلفهم من أمر الآخرة.
وقوله: وَالْغَوْا فِيهِ (٢٦) .
قاله كفّار قريش، قَالَ لهم أَبُو جهل: إذا تلا محمد صلى الله عليه القرآن فالغوا فِيهِ الغَطوا، لعله يبدّل أَوْ ينسى فتغلبوه.
وقوله: ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ، ثم قال: لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ (٢٨) .
وهي النار بعينها، وذلك صواب لو قلت: لأهل الكوفة منها دار صالحة، والدار هي الكوفة، وحسن حين قلت [بالدار]«٦» والكوفة هِيَ «٧» والدار فاختلف لفظاهما، وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه:
«ذَلِكَ جزاء أعداءِ اللَّه «٨» النار دار الخلد» «٩» فهذا بيّن لا شيء فِيهِ، لأن الدار هِيَ النار.
(١) جاء فى البحر المحيط (٥/ ٢٤٤) : قرأ ابن مسعود، وهو فى مصحفه، والأعمش: «شيخ» بالرفع، وجوزوا فيه، وفى «بعلى» أن يكونا خبرين، كقولهم: هذا حلو حامض، وأن يكون بعلى خبرا، وشيخ خبر مبتدأ محذوف. (٢) سورة هود الآية ٧٢. (٣) الآية ٢٣. (٤) ينسب لرؤبة بن العجاج، وهو من شواهد سيبويه ١/ ٢٥٨ وانظر شرح ابن عقيل ١/ ٢٢٣. (٥) كذا فى تفسير الطبري: ٢٤/ ٦٤. (٦) زيادة من ب. (٧) سقط فى ش لفظ (هى) . [.....] (٨) لم يثبت فى ح، ش: (ذلك جزاء أعداء الله النار) . (٩) انظر الطبري ٢٤/ ٦٥.