يظهر القول جازت «أن» وسقوطها، كما قَالَ اللَّه:«يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ»«١» ولم يقل: أنّ للذّكر، ولو كَانَ صوابًا.
وقوله: وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ «٢»(٢٥) .
على جدّ وقدرة فى أنفسهم [٢٠٣/ ب] والحرد أيضًا: القصد، كما يَقُولُ الرجل للرجل «٣» : قَدْ أقبلت قِبلك، وقصدت قصدك، وحَرَدْتُ حَردك، وأَنشدني بعضهم:
وجاء سيلٌ كَانَ من أمر «٤» اللَّه ... يحرِد حَرْدَ الجنة المُغِلَّه
القراء عَلَى رفع «بالِغَةٌ» إلّا الْحَسَن، فإنه نصبها عَلَى مذهب المصدر، كقولك: حقًا، والبالغُ فِي مذهب الحق يُقال: جيِّد بالغ، كأنه قَالَ: جيّد حقًا قَدْ بلغ حقيقة الجودة، وهو مذهب جيد «٨» وقرأه العوام «٩» ، أن تكون البالغة من نعت الْإِيمَان أحب إليَّ، كقولك ينتهي بكم «١٠» إلى يوم القيامة إيمان علينا «١١» بأنَّ لكم ما تحكمون، فلما كانت اللام فى جواب إنّ كسرتها، ويقال:
(١) سورة النساء: ١١. (٢) فى ح، ش: وغدوا على حرد. (٣) سقط فى ش. (٤) سقط فى ح، ش. والبيت بدونها غير مستقيم الوزن. ويروى (أقبل) مكان (وجاء) والألف التي قبل هاء لفظ الجلالة مخلة للوزن: اللسان (حرد) ، والكشاف: ٢: ٤٨١. (٥) فى ح: ويريد، تحريف. (٦) فى ا، ب، ش وأقبل، تحريف. (٧) زيادة من ح. (٨) فى ح، ش وهو فى مذهب جيد. (٩) فى ش، وقراءة العامة. (١٠) فى ج: ينتهى إلى (١١) سقط فى ح، ش.