«وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ»(٢٥) وقوله: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (٢٠) أي: علمت، وهو من علم مالا يعايَن، وَقَدْ فسِّر ذَلِكَ فِي غير موضع.
وقوله: فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فيها الرضاء، والعرب [٢١٦/ ا] تَقُولُ: هَذَا ليل نائم، وسر كاتم، وماء دافق، فيجعلونه فاعلًا، وهو مفعول فِي الأصل، وذلك: أنهم يريدون وجه المدح أَوِ الذم «٢» ، فيقولون ذَلِكَ لا عَلَى بناء الفعل، ولو كَانَ فعلًا مصرحًا لم يُقَلْ ذَلِكَ فِيهِ، لأنَّه لا يجوز أن تَقُولُ للضارب: مضروب، ولا للمضروب «٣» : ضارب لأنَّه لا مدح فِيهِ ولا ذم.
وقوله: يَا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (٢٧) يَقُولُ: ليت الموتة الأولى التي متها لم أُحيَ بعدها.
وقوله: ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (٣٢) ذكر أنها تدخل «٤» فِي دبر الكافر، فتخرج من رأسه، فذلك سلكه فيها. والمعنى:
ثم اسلكوا فِيهِ سلسلة، ولكن العرب تَقُولُ: أدخلت رأسي فِي القلنسوة، وأدخلتها فِي رأسي، والخاتَم يُقال: الخاتم لا يدخل فِي يدي، واليد هِيَ التي فِيهِ تدخل «٥» من قول الفراء.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه [مُحَمَّد بْن الجهم «٦» ] : والخف مثل ذَلِكَ، فاستجازوا ذَلِكَ لأنَّ معناه لا يُشكل عَلَى أحد، فاستخفوا من ذَلِكَ ما جرى على ألسنتهم.
(١) فى ش: أخوه الأسود أراه ابن عبد الأسد، وهى زيادة لا حاجة إليها. وفى ب، ح: أخوه الأسود ابن عبد الأسد. (٢) فى ش: والذم. (٣) فى (ا) لمضروب، وفى ح، ش للمضرب، تحريف. (٤) فى (ا) يدخل، تحريف. (٥) كذا فى ح، ش. (٦) زيادة فى ح، ش.