لم يذكر الفعل أحد من القراء كما قيل (لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها)«٣» وقوله (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ)«٤» وإنما سهل التذكير فِي هذين لأن معهما جحدا، والمعنى فِيهِ: لا يحل لك أحد من النساء، ولن ينال اللَّه شيء من لحومها، فذهب بالتذكير إلى المعنى، والوجوه ليس ذلك فيها، ولو ذكر فعل الوجوه كما تقول:
قام القوم لجاز ذلك.
وقوله: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ يقال: (أمّا) لا بدّ لها من الفاء جوابا فأين هِيَ؟ فيقال: إنها كانت مع قولٍ مضمر، فلما سقط القول سقطت الفاء معه، والمعنى- والله أعلم- فأما الذين اسودّت وجوههم فيقال: أكفرتم،
(١) العكم: شدّ المتاع بثوب. فمعنى اعكمنى: شدّ لى المتاع، ومعنى أعكمنى: أعنّى على العكم. [.....] (٢) «ناشئا» هو حال من «هندا» وتراه من غير علم التأنيث. والناشئ: الذي جاوز حدّ الصغر. وقوله: «وقد قارفت» حال مقدّمة، والأصل: وأنت لم تدر ما الحلم وقد قارفت أي قاربت الحلم. يقال: قارف الشيء: قاربه. (٣) آية ٣٧ سورة الحج. (٤) آية ٥٢ سورة الأحزاب.