يَقُولُ: منتصبا معتدلًا، وَيُقَال: خَلَقَ فِي كبد، إنه خَلَقَ يعالج ويكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، [١٣٨/ ا] ونزلت فِي رَجُل من بني جمح كَانَ يكنى: أبا الأشدين، وكان يجعل «٤» تحت قدميه الأديم العكاظي، ثُمَّ يأمر العشرة فيجتذبونه من تحت قدميه فيتمزق «٥» الأديم. ولم تزل قدماه. فَقَالَ اللَّه تبارك وتعالى:«أَيَحْسَبُ»(٥) لشدته «أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ»(٥) والله قادر عَلَيْهِ.
ثُمَّ قَالَ: يَقُولُ:
أنفقت مالًا كثيرًا فِي عداوة محمد صلّى الله عليه وهو كاذب، فَقَالَ اللَّه تبارك وتعالى:«أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ»(٧) فِي إنفاقه.
ولم يُضَم إلى قوله:[فلا أقتحم] كلام آخر فيه (لا) لان العرب لا تكاد تفرد (لا) في الكلام حتى يعيدوها عليه في كلام آخر، كما قال عز وجل:«فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى «٨» » و «لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ «٩» » ، وهو مما كان في آخره معناه، فاكتفى بواحدة من
(١) فى ش: من معنى. (٢) سورة الشمس الآية: ٥. (٣) سورة الشمس الآية: ٧. (٤) فى ش: يضع. (٥) فى ش: فيمزق. [.....] (٦، ٧) ما بين الحاصرتين زيادة من ش. (٨) سورة القيامة، الآية: ٣١. (٩) سورة يونس، الآية: ٦٢.