حدّثت عَنِ الْأَعْمَش أَنَّهُ قَالَ: بلغنا عنْ علقمة أَنَّهُ قَرَأَ «لَبِثين «١» » وهي قراءة «٢» أصحاب عَبْد الله. والناس بعد يقرءون:(لابثين) ، وهو أجود الوجهين لأن (لابثين) إِذَا كانت فِي موضع تقع فتنصب كانت بالألف، مثل: الطامع، والباخل عنْ قليل. واللّبِثُ: البطيء، وهو جائز، كما يُقال: رَجُل طمِعٌ وطامع. ولو قلت: هَذَا طِمعٌ فيما قبلك كَانَ جائزًا، وقَالَ لبيد:
فأوقع عمل عَلَى العضادة، ولو كانت عاملًا كَانَ أبين فِي العربية، وكذلك إِذَا قلت للرجل:
ضرّابٌ، وضروبٌ فلا توقعنهما عَلَى شيء لأنهما مدح، فإذا احتاج الشَّاعِر إلى إيقاعهما فَعَل، أنشدني بعضهم:
وبالفأسِ ضَرّابٌ رءوس الكرانفِ واحدها: كِرنافة، وهي أصول السقف. ويقال: الْحُقْبُ ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يومًا، اليوم منها ألف سنة من عدد أهل الدنيا «٤» .
(١) ممن قرأ بها زيد بن على وابن وثاب وعمرو بن ميمون وعمرو بن شر حبيل وطلحة والأعمش وحمزة وقتيبة (البحر المحيط ٨/ ٤١٣) . (٢) فى ش: وهى فى قراءة (٣) المسحل: الفحل من الحمر، وسحيله: صوته، عضادة: جانب. السمجح: الأتان الطويلة الظهر، سراتها: أعلى ظهرها. ندب: خدوش وآثار. وكلوم: جراحات من عضه إياها. والبيت فى ديوان لبيد: ١٢٥ وقبله: حرف أضربها السفار كأنها ... بعد الكلال مسدم محجوم وفيه سنق مكان عمل، والسنق: الذي كره الأكل من الشبع. والبيت من شواهد سيبويه: ١ ٥٧ وفيه شنج مكان شنق، ومعناه: ملازم. والسمحج: الطويلة على وجه الأرض (٤) أورد اللسان؟ كلام الفراء هنا، وزاد بعد قوله: من عدد أهل الدنيا ما يأتى: قول الفراء. وليس هذا مما يدل على غاية كما يظن بعض الناس وإنما يدل على الغاية التوقيت، خمسة أحقاب أو عشرة أحقاب، والمعنى: أنهم يلبثون فيها أحقابا، كلما مضى حقب تبعه حقب آخر. (٥) زيادة من ش. [.....]