وهي لغة يمانية فصيحة يقولون: كذبت به كذّابا، وخرّقت القميص خرّاقا، وكل فعّلت فمصدره فِعّال فِي لغتهم مشدد، قَالَ لى أعرابى منهم [١٢٣/ ب] : عَلَى المروة: آلحلقُ أحب إليك أم القِصَّار؟ يستفتيني «٢» .
وأنشدني بعض بني كلاب:
لقدْ طالَ ما ثَبَّطْتَنيِ عنْ صَحابتيِ ... وعن حِوَجٍ قِضَّاؤها من شِفائيا «٣»
وكان الكِسَائِيّ يخفف:«لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً»(٣٥) لأنها ليست بمقيدة بفعل يصيرها مصدرًا. ويشدّد:«وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً»(٢٨) لأن كذبوا يقيدّ الكِذابَ بالمصدر «٤» ، والذي قَالَ حسن. ومعناه: لا يسمعون فيها لغوا. يَقُولُ: باطلًا، ولا كذابًا لا يكذب بعضهم بعضا.
وقوله عز وجل: رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (٣٧) .
يخفض فِي لفظ الإعراب، ويرفع، وكذلك:«الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً»(٣٧) يرفع «الرَّحْمَنُ» ويخفض فِي الإعراب. والرفع فِيهِ أكثر. قال والفراء يخفض:(ربّ) ، ويرفع «الرحمن»«٥» .
(١) سقط فى ش. (٢) فى اللسان: قال الفراء: قلت لأعرابى يمنى: آلتصار أحب إليك أم الحلق؟ يريد: التقصير أحب إليك أم حلق الرأس؟ اهـ وعبارة قال لى هنا تدل على أن السائل ليس الفراء. (٣) الرواية فى البحر المحيط ٨/ ٤١٤: حاجة مكان: حوج. (٤) فى ش: المصدر، تحريف. (٥) قرأ عبد الله وابن أبى إسحق والأعمش وابن محيصن وابن عامر وعاصم: رب، والرحمن بالجر، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة، وأبو عمرو، والحرميان برفعهما.. وقرأ: ربّ بالجر، والرحمن بالرفع الحسن وابن وثاب والأعمش وابن محيصن بخلاف عنهما فى الجر على البدل من ربك، والرحمن صفة أو بدل من رب أو عطف بيان (البحر المحيط ٨/ ٤١٥) وانظر إعراب القرآن للعكبرى ٢/ ١٤٩.