يُقال: إنه يخرج لسانٌ من النار، فيحيط بهم كالسرادق ثُمَّ يتشعب مِنْهُ ثلاث شعب من دخان فيظلهم، حتَّى يفرغ من حسابهم إلى النار.
وقوله عز وجل: كَالْقَصْرِ (٣٢) يريد: القصر من قصور مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان، قَالَ اللَّه تبارك وتعالى:«سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ «٥» » ، معناه: الأدبار، وكأن القرآن نزل عَلَى ما يَستحب العرب من موافقة المقاطع، ألا ترى أَنَّهُ قال:«إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ «٦» » ، فثقل فى (اقتربت) لأن آياتها مثقلة، قَالَ:
«فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً «٧» » . فاجتمع القراء عَلَى تثقيل الأول، وتخفيف هَذَا، ومثله:«الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ «٨» » ، وقال:«جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً «٩» » فأجريت رءوس الآيات على هذه المجاري، وهو أكثر من أن «١٠» يضبطه الكتاب، ولكنك تكتفى بهذا منه إن شاء الله.
(١) من قصيدة فى مدح: هوذة بن على الجعفي، الديوان: ١٠١. (٢) الآيتان: ١٤، ١٥ من سورة البلد. (٣) سورة المائدة، الآية ٩٥. [.....] (٤) سورة البقرة، الآية ١٨٤. وقد وردت الآية فيما بين أيدينا من النسخ «أو فدية» وهو خطأ. (٥) سورة القمر، الآية: ٤٥. (٦) سورة القمر، الآية: ٦. (٧) سورة الطلاق: الآية: ٨. (٨) سورة الرحمن: الآية: ٥. (٩) سورة النبأ: الآية: ٣٦. (١٠) فى ش: من يضبطه، سقط.