ألَمْ تَرَ أنى كلما جئت طارقًا ... وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
فَقَالَ: ألم تر، فرجع إلى الواحد، وأول كلامه اثنان، قَالَ: وأنشدني آخر:
خليليّ قوما فى عطالة فانظرا ... أنارًا «٢» ترى من نحو بابَيْن «٣» أَوْ برقا
وبعضهم: أنارا نرى.
وقوله: ما أَطْغَيْتُهُ يقوله «٤» الملَك الَّذِي كَانَ يكتب السيئات للكافر، وذلك أن الكافر قَالَ: كَانَ يعجلني عَنِ التوبة، فَقَالَ: ما أطغيته «٥» يا رب، ولكن كَانَ ضالًا. قَالَ اللَّه تبارك وتعالى:
إن شئت جعلت (مَن) خفضا تابعة لقوله: (لكُلّ) ، وإن شئت استأنفتها فكانت رفعا يراد بها الجزاء. من خشي الرَّحْمَن بالغيب قيل له: ادخل الجنة، و (ادخلوها) جواب للجزاء أضمرتَ «٦» قبله القول وجعلته فعلًا للجميع لأن مَن تكون فِي مذهب الجميع.
وقوله: فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ (٣٦) .
قراءة القراء يَقُولُ: خرّقوا البلاد فساروا فيها، فهل كَانَ لهم من الموت «٧» من محيص؟
أضمرت كَانَ هاهنا كما قَالَ:«وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ»«٨» ، والمعنى: فلم يكن لهم ناصر عند إهلاكهم «٩» . ومن قرأ:(فنقّبوا)
(١) انظر الخزانة ٣/ ٢٨٤. (٢) فى (ا) أثرا، تحريف. (٣) فى ب: أم ورواية اللسان من ذى أبانين وجاء باللسان: قال الأزهرى: ورأيت بالسودة من ديارات بنى سعد جبلا منيفا يقال له: عطالة، وهو الذي قال فيه القائل، وأورد البيت. (٤) فى ا، ب يقول. (٥) فى ش: ما اصطفيته، تحريف. (٦) فى ش: ضمرت، تحريف. (٧) سقط فى ح، ش: من الموت. (٨) سورة محمد الآية: ١٣. (٩) فى ش: هلاكهم.