وقوله: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ [١٧] جعل (مَنْ) لغير الناس لَمَّا مَيَّزه فجعله مع الخالِق وصَلح، كما قَالَ:(فَمِنْهُمْ «٣» مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) والعرب تَقُولُ: اشتبه عَليّ الراكب وحمله فما أدرى من ذا من «٤» ذا، حيث جمعهما واحدهما إنسان صلحت (مَن) فيهما جَميعًا.
وقوله: أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ [٢١] رفعته بالاستئناف. وإن شئت رددته إلى أَنَّهُ خبر للذين فكأنه قَالَ: والذين تَدْعونَ من دون الله أَمْوات. الأموات فِي غير هَذَا الموضع أنَّها لا رُوح فيها يعني الأصنام. ولو كانت نصبًا عَلَى قولك يُخلقونَ أمواتًا عَلَى القطع «٥» وَعَلَى وقوع الفعل أي ويخلقونَ «٦» أمواتًا ليسوا بأحياء.
(١) هذا بدل من قوله: «هذا» . (٢) الأولى: «واحدتها» . (٣) الآية ٤٥ سورة النور. (٤) فى تفسير الطبري: «ومن ذا» . (٥) كانه يريد الحال. [.....] (٦) كأن الأصل: لا يخلقون أمواتا، وهذا بالبناء للفاعل وما قبله بالبناء للمفعول.