«سلاسلا» ، و «قواريرا» بالألف، فأجروا ما لا يجرى، وليس بخطأ، لأن العرب تجرى ما لا يجرى فِي الشعر، فلو كَانَ خطأ ما أدخلوه فِي أشعارهم، قَالَ متمم بْن نويرة:
فما وجد أظآرٍ ثلاثٍ روائمٍ ... رأين مَجَرًّا من حُوارٍ ومصْرعًا «١»
فأجرى روائم، وهي مما لا يجرى «٢» فيما لا أحصيه فِي أشعارهم.
وقوله عز وجل: مُخَلَّدُونَ (١٩) .
يَقُولُ: محلّون مُسَورون، وَيُقَال: مُقَرطون، وَيُقَال: مخلدون دائم شبابهم لا يتغيرون عنْ تلك السن، وهو أشبهها بالصواب- والله أعلم- وذلك أن العرب إِذَا كبر الرجل، وثبت سواد شعره قيل: إنه لمخلد، وكذلك يُقال إِذَا كبر ونبتت لَهُ أسنانه وأضراسه قيل: إنه لمخلد ثابت الحال.
(١) فى ب: من خوار، تصحيف. ورواية البيت فى المفضليات: وما وجد أظآر ثلاث روائم ... أصبن مجرا من ... إلخ والأظآر: جمع ظئر، وهى العاطفة على غير ولدها المرضعة له من الناس والإبل، والروائم: جمع رائم، وهن المحبات اللائي يعطفن على الرضيع. الحوار: ولد الناقة، المجر والمصرع: مصدران من: الجر والصرع، انظر اللسان، مادة ظأر و (المفضليات ٢/ ٧٠) . (٢) فى ش: مما يجرى، سقط. (٣) فى ش: فقال. (٤) سورة الأنعام: الآية ٩٤. [.....] (٥) فى ش: عليم، خطأ. (٦) عبارة القرطبي: قال الفراء: هو كقولهم فوقهم، والعرب تقول: قومك داخل الدار على الظرف لأنه محل (القرطبي ١٩/ ١٤٦) .