وإلى السبيل، وللسبيل. كل ذَلِكَ جائز فِي كلام العرب. يَقُولُ: هديناه: عرّفناه السبيل، شكر أو كفر، و (إما) هاهنا تكون جزاء، أي: إن شكر وإن كفر، وتكون عَلَى (إما) التي مثل قوله: «إِمَّا «١» يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ «٢» » فكأنه قَالَ: خلقناه شقيًا أَوْ سعيدًا.
وقوله عز وجل: سلاسلا وأغلالا (٤) .
كتبت «سَلاسِلَ» بالألف، وأجراها بعض «٣» القراء لمكان الألف التي فِي آخرها. ولم يجر «٤» بعضهم. وقَالَ الَّذِي لم يجر «٥» : العرب تثبت فيما لا يجري الألف فِي النصب، فإذا وصلوا حذفوا الألف، وكلٌّ صواب. ومثل ذَلِكَ قوله:«كانَتْ قَوارِيرَا»(١٥) أثبتت الألف فِي الأولى لأنها رأس آية، والأخرى ليست بآية. فكان «٦» ثباتُ الألف فِي الأولى أقوى لهذه الحجة، وكذلك رأيتها فِي مصحف عَبْد اللَّه، وقرأ بها أهل البصرة، وكتبوها فِي مصاحفهم كذلك. وأهل الكوفة والمدينة يثبتون الألف فيهما جميعًا، وكأنهم استوحشوا أن يكتب حرف واحد في معنًى نصب بكتابين مختلفين. فإن شئت أجريتهما جميعًا، وإن شئت لم تجرهما «٧» ، وإن شئت أجريت الأولى لمكان الألف فِي كتاب أهل البصرة. ولم تجر الثانية إذ «٨» لم يكن فيها الألف.
(١) فى ش: وإما، تحريف. (٢) التوبة، الآية ١٠٦. (٣) منهم نافع والكسائي، كما فى الإتحاف. (٤) هم غير نافع والكسائي ومن وافقهما. (٥) فى ش: لم يجر تحريف. (٦) فى ش: فكأن، تصحيف. (٧) فى ش: لم يجرهما، تصحيف. (٨) كذا فى ش: وفى ب، ح: إذا، وإذا أثبت.