قوله:{وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}؛ يعني: وما كل ذلك الذي ذكرنا إلا متاع الحياة الدنيا، يتمتعون فيها قليلًا، إلا أنها تزول وتذهب.
قرأ حمزة وعاصم وهشام:{لَمّا} هو بالتشديد على معنى: وما كل ذلك إلّا متاع الحياة الدنيا (٣)، ويُقَوِّي هذه القِراءةَ أن فِي حرف أُبَيٍّ:{وَما ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وخففه الباقون (٤) على معنى: وكُلُّ ذلك مَتاعُ الحياة الدنيا، فيكون {كُلُّ} ابتداءً، و {لَما} لغوًا وصلةً، واللام للتوكيد عند البصريين (٥)، وهي عند
(١) قاله الشعبي، ذكر ذلك النحاسُ في إعراب القرآن ٤/ ١٠٩. (٢) البيت من الطويل، لَمْ أقف على قائله. التخريج: عين المعانِي ورقة ١١٩/ ب. (٣) هذا التأويل موافق لِمَذْهَبِ الكوفيين، فهم يجعلون "إنِ" المخففةَ من الثقيلة نافية بمعنى "ما"، ويجعلون اللام الفارقة بمعنى "إلّا"، وهذا ما ذهب إليه الزجاج أيضًا، وأجازه الفارسي، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤١١، المسائل المشكلة ص ٣٨٣ - ٣٨٨. (٤) قرأ عاصمٌ وحمزةُ، وابنُ عامر في روايةِ هشامٍ عنه، والحسنُ وطلحةُ وابنُ جَمّازٍ والأعمشُ وعيسى بنُ عمر: {لَمّا} بالتشديد، وقرأ أُبَيٌّ: {وَما ذَلِكَ إلّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا}، وقرأ الباقون، وابنُ عامر في رواية ابن ذكوان عنه: {لَما} بالتخفيف، السبعة ص ٥٨٦، المحتسب ٢/ ٢٥٥، تفسير القرطبي ١٦/ ٨٧، البحر المحيط ٨/ ١٦، النشر ٢/ ٢٩١، الإتحاف ٢/ ٤٥٦. (٥) ينظر قولهم في إعراب القرآن للنحاس ٤/ ١٠٩، اللامات للزجاجي ص ١١٧، وإليه ذهب الفارسي في المسائل العضديات ص ٦٩.