بإخراج النبات الذي يخرجه اللَّه منها ألوانًا، ونصب {خَاشِعَةً} على الحال من الأرض؛ لأن قوله:{تَرَى الْأَرْضَ} من رؤية العين.
قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا}؛ أي: يَكْذِبُونَ ويَمِيلُونَ عن الإيمان بالقرآن، وقرأ حمزة:"يَلْحَدُونَ"(١) بفتح الياء والحاء {لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ} يعني أبا جهلٍ {خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يعني عُمَرَ، وقيل: عثمان، وقيل: حمزة، وقيل: عمار بن ياسرٍ -رضي اللَّه عنهم أجمعين-، و {خَيْرٌ} رفعٌ على الخبر، ونصب {آمِنًا} على الحال.
وقوله:{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} أمْرُ وَعِيدٍ وتهديدٍ، كما تقول للعَدُوِّ: اعْمَلْ ما شِئْتَ؛ فإنِّي كافِيكَ (٢)، قال الزجّاج (٣): لَفْظُهُ لَفْظُ الأمْرِ، ومعناه معنى الوعيدِ. والمراد به الحث على الترك.
قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ} يعني القرآن {لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١)} كريمٌ على ربه، وجواب {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} متروكٌ، تقديره: إن
(١) ينظر: حجة القراءات ص ٦٣٦ - ٦٣٧، النشر ٢/ ٢٧٣، الإتحاف ٢/ ٤٤٤، قال الأخفش: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف: ١٨٠]، وقال بعضهم: "يَلْحَدُونَ" جعله من: لَحَدَ يَلْحَدُ وهي لغة، وقال في موضع آخر: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ} [النحل: ١٠٣]، و"يَلْحَدُونَ"، وهما لغتان، و"يُلْحِدُونَ" أكثر، وبها نقرأ، ويقويها: "وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإلْحادٍ بِظُلْمٍ". معانِي القرآن ص ٣١٥، وينظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٦٣، تهذيب اللغة ٤/ ٤٢١. (٢) هذا قول أبِي عمر الزاهد، قاله في ياقوتة الصراط ص ٤٥٥. (٣) قال الزجاج: " {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: ٤٠] لفظ هذا الكلام لفظ أمْرٍ، ومعناه الوعيد والتَّهَدُّدُ، وقد بَيَّنَ لهم المُجازاةَ على الخير والشر". معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٨٨.