الذِّبْحُ بالكسر: المُهَيَّأُ للذَّبْحِ، وبالفتح: المصدر، وأصله الشَّقُّ، قال الشاعر:
١٧٧ - كَأنّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ
فَأْرةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِي سُكِّ (١)
أي: فُتِقَتْ بها، وإنما سُمِّيَ الكَبْشُ عظيمًا لأنه رَعَى فِي الجنة أربعين خريفًا، وقيل: لأنه مُتَقَبَّلٌ، وكان كَبْشًا من الغنم أعْيَنَ أمْلَحَ أقْرَنَ، قاله أكثر المفسرين، وقيل: سمِّي عظيمًا لأنه فداءُ عَبْدٍ عَظِيمٍ.
قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢)} يعني: وبَشَّرْنا إبراهيمَ بِنُبُوّةِ إسحاق بعد العفو عنه من الذبح، وهذا التأويل يؤيد قول من قال: إن الذبيح إسحاق، ونصب {نَبِيًّا} على الحال.
قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣)} إلْياسُ: نَبِيٌّ من أنبياء بني إسرائيل، وقصته مع قومه مشهورةٌ فِي كتب التفسير.
(١) البيتان من الرجز المشطور، لمنظور بن مَرْثَدٍ الأسديِّ. اللغة: فأرة المسك: نافِجَتُهُ أي: وِعاؤُهُ، السُّكُّ: ضربٌ من الطِّيبِ يُرَكَّبُ من مسكٍ ورامَكٍ، ذُبِحَتْ: فُتِقَتْ وشُقَّتْ. التخريج: جمهرة اللغة ص ١٣٥، تهذيب اللغة ٤/ ٤٧٣، ٩/ ٤٥٩، إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٨٢، المخصص ١١/ ٢٠٠، ١٣/ ٣٩، شرح الجمل لطاهر بن أحمد ١/ ٢٦، ثمار الصناعة ص ٢٢٠، أساس البلاغة: ذبح، أمالي ابن الشجري ١/ ١٤، أسرار العربية ص ٤٧، شرح المفصل ٤/ ١٣٨، ٨/ ٩١، شرح التسهيل لابن مالك ١/ ٦٨، شرح الكافية للرضي ٣/ ٤١٧، اللسان: ذبح، زكك، خزانة الأدب ٧/ ٤٦٢، ٤٦٨، ٤٦٩، التاج: ذبح، برك، دكك، زكك، سكك، فكك.