أراد: مُنِعْنا بِمَوانِعِ الإسلامِ عن تعاطي الزِّنى والفسق (٢).
وقيل (٣): إن أبا جهلٍ -لعنه اللَّه- كان قد حَلَفَ لَئِنْ رَأى محمَّدًا يصلي لَيَرْضَخَنَّ رأسَهُ، فأتاه -وهو يُصلِّي- ومعه حَجَرٌ ليدفعه به، فلما رفعه أُثْبتَتْ يَدُهُ إلى عنقه، ولَزِقَ الحَجَرُ بِيَدِهِ، فلما عاد إلى أصحابه، وأخبرهم بما رَأى، سَقَطَ الحَجَرُ مِنْ يَدِهِ، فقال رَجلٌ مِنْ بني مخزومٍ: أنا أقتله بهذا الحجر، فأتاه، وهو يُصَلِّي؛ لِيَرْمِيَهُ بالحَجَرِ، فَأعْمَى اللَّهُ بَصَرَهُ، فجعل يَسْمَعُ صوتَهُ ولا يراه، فرجع إلى أصحابه، فلم يَرَهُمْ حتى نادوه، وقالوا: ما صنعتَ؟ فقال: ما رأيتُه، ولقد سمعتُ صوتَه ولَمْ أرَهُ، ولكنْ حالَ بيني وبينه كهيئة الفحل، يَخْطِرُ بِذَنَبِهِ، لو دَنَوْتُ منه لأكَلَنِي، فأنزل اللَّه تعالى:{إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ}.
(١) البيتان من الطويل، لأبِي خِراشٍ الهُذَلِيِّ، يرثي زهير بن العجوة، ونُسِبا لأبِي ذؤيب الهُذَلِيِّ، ولأبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ. التخريج: ديوان الهذليين ٢/ ١٥٠، شرح أشعار الهذليين ص ١٢٢٣، تأويل مشكل القرآن ص ١٤٩، سيرة ابن هشام ٤/ ٩١٥، الكامل للمبرد ٢/ ٥٠، المسائل الحلبيات ص ٢٤، الكشف والبيان ٨/ ١٢١، شرح الحماسة للمرزوقي ص ١٣١٤، عين المعانِي ١٠٩/ أ، تفسير القرطبي ٥/ ١٢١، ٧/ ٣٥٤، اللسان: عهد، التنبيه والإيضاح ٢/ ٤٣. (٢) ينظر: تفسير القرطبي ١٥/ ٩، أسد الغابة ١/ ٢٩٦. (٣) ينظر: جامع البيان ٢٢/ ١٨٣، تفسير القرطبي ١٥/ ٧.