نَفْسَهُ} (١)، أو مفعول (٢) نحو: صَدَقْتُهُ الحَدِيثَ، وقال الزجّاج (٣): هو منصوبٌ على المصدر، قرأ أهل الكوفة:"صَدَّقَ" بتشديد الدال، وهي قراءة ابن عبّاسٍ، واختيار أبِي عبيدٍ، أي: ظَنَّ فيهم ظَنًّا، حيث قال:{فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}(٤)، وقال:{وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(٥)، فَصَدَّقَ ظَنَّهُ، وحَقَّقَهُ بفعله ذلك، واتِّباعِهِمْ إيّاهُ، وقرأ الآخرون:"صَدَقَ"(٦) بالتخفيف، أي: صَدَقَ عليهم في ظنه، فمن شَدَّدَ نصب الظَّنَّ لأنه مفعول به، ومن خفف نصبه على معنى: صَدَقَ عَلَيْهِمْ فِي ظَنِّهِ، ومن قرأ:"صَدَقَ" بالتخفيف "إبْلِيسَ" بالنصب "ظَنُّهُ"(٧) بالرفع، جعل إبليس مفعولًا، و"ظَنُّهُ" فاعلًا.
والإشارة في قوله:{عَلَيْهِمْ} قيل: أراد: على أهل سبأٍ، وقال مجاهدٌ:
(١) البقرة ١٣٠، وهذا قول الفراء والنحاس وغيرهما، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٢/ ٣٦٠، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٣٤٤، وينظر أيضًا: معانِي القراءات ٢/ ٢/ ٢٩٤، الحجة للفارسي ٣/ ٢٩٦، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٠٨. (٢) هذا قول آخر للنحاس، قاله في إعراب القرآن ٣/ ٣٤٤، وينظر أيضًا: الحجة للفارسي ٣/ ٢٩٦، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٠٨. (٣) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٥١ - ٢٥٢. (٤) ص ٨٢. (٥) الأعراف ١٧. (٦) قرأ بالتخفيف ابنُ كثير ونافعٌ وأبو عمرو وابنُ عامر وأبو جعفر ومُجاهِدٌ وشيبةُ ويعقوبُ، ينظر: السبعة ص ٥٢٩، إعراب القراءات السبع ٢/ ٢١٩، تفسير القرطبِي ١٤/ ٢٩٢، الإتحاف ٢/ ٣٨٦. (٧) هذه قراءة زيد بن عَلِيٍّ والزهري وأبِي الهَجْهاجِ الأعرابِيِّ وجعفر بن محمد وسهل وبلال ابن أبِي برزة، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٢٢، المحتسب ٢/ ١٩١، عين المعانِي ورقة ١٠٦/ ب، تفسير القرطبي ١٤/ ٢٩٢، البحر المحيط ٧/ ٢٦٣.