اللَّه؟ فقال: "العَدْلُ فِي الغَضَبِ والرِّضا، والقَصْدُ فِي الفَقْرِ والغِنَى، وخَشْيةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ والعَلانِيةِ" (١).
قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ} يعني سليمان عليه السّلام، {مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ} وهي الأرَضةُ {تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} وهي العصا بلسان الحبشة وحَضْرَمَوْتَ، وجمعها المَناسِئُ، وأصلها من: نَسَأْتُ الغَنَمَ: إذا زَجَرْتَها وسُقْتَها، قال طرفة:
١٥٠ - وَعَنْسٍ كَألْواحِ الإرانِ نَسَأْتُها... عَلَى لاحِبٍ كَأنّهُ ظَهْرُ بُزجِدِ (٢)
أي: سُقْتُها، والإرانُ: النَّعْشُ، والبُرْجُدُ كِساءٌ مخطط.
وهَمَزَها أكثرُ القُرّاءِ، وتَرَكَ هَمْزَها أبو عمرٍو وأهل المدينة (٣)، وهما لغتان (٤)، قال الشاعر فِي الهَمْزِ:
(١) ينظر: عين المعانِي ورقة ١٠٦/ أ، تفسير القرطبي ١٤/ ٢٧٦، الجامع الصغير ١/ ٥٢٧، كنز العمال ١٥/ ٨١١، ٨٤٧. (٢) البيت من الطويل، لطرفة يصف ناقته، ورواية ديوانه: أمُونٍ كَألْواحِ الإرانِ. . . ويروى: "نَصَأْتُها" بالصاد. اللغة: العَنْسُ: الناقة القوية، شبهها بالصخرة لصلابتها. اللاحب: الطريق الواضح. التخريج: ديوانه ص ٣٥، مجاز القرآن ١/ ٥٠، ٢/ ١٤٥، جمهرة اللغة ص ١٠٦٩، الحجة للفارسي ٣/ ٢٩٢، الكشف والبيان ٨/ ٨١، البصائر والذخائر ٥/ ١٧٩، المحرر الوجيز ٤/ ٤١٢، تفسير القرطبي ١٤/ ٢٨٠، اللسان: أرن، نصأ، التاج: نصأ، أرن. (٣) ينظر: السبعة ص ٥٢٧، إعراب القراءات السبع ٢/ ٢١٢، البحر المحيط ٧/ ٢٥٦، النشر ٢/ ٣٤٩، الإتحاف ٢/ ٣٨٣. (٤) الهمز لغة تميم، وترك الهمز لغة أهل الحجاز، قال الفراء: "ولَمْ يهمزها أهل الحجاز ولا الحسنُ، ولعلهم أرادوا لغة قريش فإنهم يتركون الهمز". معاني القرآن ٢/ ٣٥٦، وينظر: مجاز القرآن ٢/ ١٤٥، الصحاح ١/ ٧٦، زاد المسير ٦/ ٤٤١، الدر المصون ٥/ ٤٣٦.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute