وَشَدائِدِها (١)، وقيل (٢): سُمِّيَتْ غاشِيةً لأنها تَرْكَبُ كُل شَيْءٍ، وَكُلُّ ما عَلَا شَيْئًا وَغَطّاهُ فَقَدْ غَشِيَهُ، وقيل (٣): الغاشية: النار لقوله تعالى: {وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}(٤).
ومعنى حَدِيثٍ وخَبَرٍ واحدٌ، وكذلك: حَدَّثَنا وَأخْبَرَنا واحدٌ، يَدُلُّ على هذا قوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}(٥)؛ لأن معنى "يُحَدِّثُ" و"يُخْبِرُ" واحدٌ (٦).
قوله:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} يعني: يوم القيامة {خَاشِعَةٌ} يعني: ذليلة خاضعة، و {خَاشِعَةٌ} خبر لـ {وُجُوهٌ}، وقوله:{عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} معنى النَّصَبِ الدُّؤوبُ (٧) في العمل، والمعنى: عامِلةٌ في الدنيا بمعاصي اللَّه، ناصِبةٌ في النار في الآخرة (٨)، وأراد عَبَدةَ الأوثان وَكُفّارَ أهْلِ الكتاب مِثْلَ الرُّهْبانِ وغيرهم من أهل الطغيان.
(١) قاله ابن عباس وأكثر المفسرين، ينظر: جامع البيان ٣٠/ ١٩٩، إعراب القرآن ٥/ ٢٠٩، الكشف والبيان ١٠/ ١٨٧، الوسيط ٤/ ٤٧٣، زاد المسير ٩/ ٩٤، تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٥. (٢) ذكره النقاش بغير عزو في شفاء الصدور ورقة ٢٣٣/ ب. (٣) قاله سعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي، ينظر: جامع البيان ٣٠/ ١٩٩، إعراب القرآن ٥/ ٢٠٩، الكشف والبيان ١٠/ ١٨٧، تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٥، ٢٦. (٤) إبراهيم ٥٠. (٥) الزلزلة ٤. (٦) قاله النحاس في إعراب القرآن ٥/ ٢٠٩. (٧) الدُّءُوبُ: مصدر من مصادر الفعل دَأبَ، يقال: دَأبَ يَدْأبُ دَأْبًا وَدَأبًا وَدُءُوبًا. اللسان: دأب. (٨) قاله عكرمة والسدي، ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٥/ ٢١٠، الكشف والبيان ١٠/ ١٨٨، زاد المسير ٩/ ٩٥، تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٧.