وقوله:{فَمُلَاقِيهِ}؛ أي: فَمُلَاقٍ عَمَلَكَ وَمُجازًى به خَيْرًا كانَ أو شَرًّا، وهو في موضع رفع على إضمار مبتدأ محذوف تقديره: فَأنْتَ مُلَاقِيهِ، والأصل ضم الياء، فحُذِفَت الضمةُ لثقلها.
قوله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧)} يعني ديوان أعماله {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨)} وهو أن يُتَقَبَّلَ منه، ويُتَجاوَزَ عن سيئاته، و {مَنْ} محلها رفع بالابتداء، والفاء وما بعدها الخبر، وكذلك حُكْمُ ضِدِّها فِي الآية التِي بعدها.
قوله: {وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (٩)} يعني: ينقلب من بين يدي اللَّه تعالى إلَى أهله في الجنة من الحُورِ العِينِ والآدَمِيّاتِ مَسرُورًا فَرِحًا بِما أُوتِيَ من الخير والكرامة، وهو منصوب على الحال.
(١) تفسير غريب القرآن ص ٥٢١. (٢) رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود في المسند ١/ ٣٨٨، ٤٤١، وأبو داود في سننه ١/ ٣٦٦ كتاب الزكاة: باب من يُعْطَى من الصدقة، وابن ماجه في سننه ١/ ٥٨٩ كتاب الزكاة: باب مَنْ سَألَ عن ظَهْرِ غِنًى. (٣) تقدم برقم ١١٤ ص ٣٤١.