وقوله: {مَاءً ثَجَّاجًا (١٤)} يعني مَطَرًا كَثِيرًا مُنْصَبًّا يَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضًا، يقال: ثَجَّ الماءُ يَثُجُّ ثُجُوجًا: إذا انْصَبَّ، والثَّجُّ: شِدّةُ انْصِبابِ المَطَرِ والدَّمِ، يقال: مَطَرٌ ثَجّاجٌ وَدَمٌ ثَجّاجٌ: إذا كان شديد الانْصِبابِ (٢)، وفي الخَبَرِ:"أفْضَلُ الحَجِّ العَجُّ والثَّجُّ"(٣)، فالثَّجُّ: إراقةُ الدِّماءِ، والعَجُّ: رَفْعُ الصوت بالتلبية (٤).
وقوله:{لِنُخْرِجَ بِهِ} يعني: بالمطر {حَبًا وَنَبَاتًا (١٥)} فالحبوب: كل
(١) من الرجز المشطور، لأبِي النَّجْمِ العِجْلِيِّ، وَنُسِبَ لِمَنْظُورِ بن مَرْثَدٍ الأسَدِيِّ، ونُسِبَ لِنافِعِ ابن لَقِيطٍ الأسَدِيِّ، وقبله: جارِيةٌ بسَفَوانَ دارُها تَمْشِي الهُوَيْنَى ساقِطًا خِمارُها التخريج: ديوان أبِي النجم ص ١٠٦، ديوان بني أسد ٢/ ٣٣٥، جمهرة اللغة ص ٧٣٩، ١٢٦٨، المذكر والمؤنث لابن الأنباري ٢/ ٨٨، ديوان الأدب ٢/ ٢٩٨، تهذيب اللغة ٢/ ١٧، مقاييس اللغة ٤/ ٣٤٢، المخصص ١/ ٤٧، ١٦/ ١٣٠، ذكر الفرق بين الأحرف الخمسة ص ١٦٢، شرح شواهد الإيضاح ص ٣١٤، التنبيه والإيضاح ٢/ ١٧١، عين المعانِي ورقة ١٤١/ ب، تفسير القرطبي ١٩/ ١٧٢، ١٧٣، اللسان: سفا، عصر، البحر المحيط ٨/ ٤٠٢، تاج العروس: عصر، سفا. (٢) قاله النقاش في شفاء الصدور ٢٠٠/ ب، وحكاه الأزهري عن الليث في التهذيب ١٠/ ٤٧٢. (٣) رواه الدّارِمِيُّ بسنده عن أبِي بكر رضيَ اللَّه عنه في سننه ٢/ ٣١ كتاب المناسك: باب "أيُّ الحَجِّ أفْضَلُ"، والترمذيُّ في سننه ١/ ١٦١ أبواب الحج: باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، ٤/ ٢٩٣ أبواب تفسير القرآن: سورة آل عمران، ورواه الحاكم في المستدرك ١/ ٤٥١ كتاب المناسك: باب تلبية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والطبراني في المعجم الأوسط ٥/ ١٩٠. (٤) ينظر: غريب الحديث للهروي ١/ ٢٧٩، ٣/ ١٤٠، الصحاح للجوهري ١/ ٣٠٢، ٣٢٧، النهاية لابن الأثير ١/ ٢٠٢، ٣/ ١٨٤.