سُمِّيَتْ بذلك؛ لأنها تَنْشَأُ، ومنه: نَشَأتِ السَّحابةُ: إذا زادَتْ، وأنْشَأها اللَّهُ (١)، وجمعها ناشِئاتٌ، وقيل (٢): ناشئة الليل هي القيام بعد النوم، وقيل (٣): هي القيام مِنْ آخِرِ الليل، وقال المفسرون (٤): اللَّيْلُ كُلُّهُ ناشِئةٌ.
وقوله:{هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا}؛ أي: أثْبَتُ قِيامًا، قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن محيصن:"وِطاءً"(٥) بكسر الواو ممدودًا على "فِعالٍ" بمعنى المُواطَأةِ والمُوافَقةِ، وهو أن يُوَطِّئَ المُصَلِّي قَلْبَهُ وسَمْعَهُ وبَصَرَهُ ولسانَهُ (٦)، وقرأ الباقون بفتح الواو مقصورًا؛ أي: فَراغًا لِلْقَلْبِ.
(١) قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص ٤٩٣، وقوله: "ومنه: نشأت السحابة: إذا زادت"، لعل الصواب: إذا ابْتَدَأتْ كما ذكر ابن قتيبة، وقال الجوهري: "وَنَشَأتِ السَّحابةُ: ارْتَفَعَتْ، وأنْشَأها اللَّهُ". الصحاح ١/ ٧٨. (٢) هذا قول عائشة وابن عباس ومجاهد، ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٦١، الوسيط ٤/ ٣٧٣، الكشاف ٤/ ١٧٦، المحرر الوجيز ٥/ ٣٨٧، تفسير القرطبي ١٩/ ٤٠، البحر المحيط ٨/ ٣٥٤. وقال ابنُ الأعرابِيِّ: "إذا نِمْتَ من أوَّلِ اللَّيْلِ ثُم قُمْتَ، فتلك الناشئة، ومنه: ناشِئةُ الليل"، ينظر قوله في أمالِيِّ القالِي ٢/ ٢٢٢، الوسيط للواحدي ٤/ ٣٧٣، زاد المسير ٨/ ٣٩١. (٣) هذا قول يَمانٍ وابن كيسان، ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٦١، زاد المسير ٨/ ٣٩٠، تفسير القرطبي ١٩/ ٤٠. (٤) قاله ابن عباس وابن الزبير وابن جبير وابن زيد، ينظر: جامع البيان ٢٩/ ١٥٩، تهذيب اللغة ١١/ ٤١٩، الكشاف ٤/ ١٧٦، المحرر الوجيز ٥/ ٣٨٧، ٣٨٨، تفسير القرطبي ١٩/ ٤٠. (٥) وهي، أيضًا، قراءة اليَزِيدِيِّ والحَسَنِ وأبِي العالية ومجاهد وحُمَيْدِ ويُونُسَ والمُغِيرةِ وابن أبِي إسحاق وأبِي حَيْوةَ، ينظر: السبعة ص ٦٥٨، تفسير القرطبي ١٩/ ٤٠، البحر المحيط ٨/ ٣٥٥، الإتحاف ٢/ ٥٦٨ - ٥٦٩. (٦) قاله ابن قتيبة والأزهري، ينظر: تأويل مشكل القرآن ص ٣٦٥، ٣٦٦، تهذيب اللغة ١٤/ ٥١، معانِي القراءات ٣/ ٩٩.