وقوله:{فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا}؛ أي: في تِلْكَ اللَّيالِي والأيّامِ {صَرْعَى} جمع صَرِيعٍ، يعني: أنَّهُمْ صُرِعُوا بمَوْتهِمْ، وهو اسمٌ مقصورٌ في موضع نصب على الحال، وقوله: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧)} يعني: ساقطةٍ، وقيل: خاليةِ الأجواف، شَبَّهَهُم اللَّهُ تعالى بالنَّخْلِ إذا قَعَرَتْها الرِّيحُ وقَلَعَتْها من أُصُولِها، فَألْقَتْها على الأرض، وإنما شَبَّهَهُم اللَّهُ بالنَّخْلِ لِطُولِهِمْ.
قوله تعالى:{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ} يعني: مِنَ الأُمَمِ الكافِرةِ، قرأ أبو عمرو والكسائيُّ ويعقوبُ والحَسَنُ وأبو عبد الرحمن السُّلَمِيُّ وعاصمٌ الجَحْدَرِيُّ بكسر القاف وفتح الباء؛ أي: وَمَنْ مَعَهُ ومَنْ يَلِيهِ ويَحُفُّ به من جُنُودِهِ وأتْباعِهِ، وهو اختيار أبِي عُبَيْدٍ وأبِي حاتم (٢)، اعتبارًا بقراءة عبد اللَّه وأُبَيِّ:"وَمَنْ مَعَهُ"، وقرأ أبو موسى الأشعريُّ:"وَمَنْ تِلْقاءَهُ"، وقرأ الباقون بفتح القاف وجزم الباء (٣)؛ أي: وَمَنْ تَقَدَّمَهُ من القُرُونِ الخالِيةِ، وهو منصوب على ظرف المكان.
(١) قاله الفراء وابن قتيبة، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٨٠، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٨٣، وينظر أيضًا: شفاء الصدور ١٥٨/ ب، التهذيب ٤/ ٣٤٤، غريب القرآن للسجستانِي ص ١٦٢. (٢) ينظر اختيار أبِي عبيد وأبِي حاتم في إعراب القرآن للنحاس ٥/ ٢٠، الكشف والبيان ١٠/ ٢٧، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٦١. (٣) ينظر في هذه القراءات: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٨٠، السبعة ص ٦٤٨، إعراب القراءات السبع ٢/ ٣٨٥، الحجة للفارسي ٤/ ٥٩، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٦١، ٢٦٢، البحر المحيط ٨/ ٣١٦.