قوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (٤)} يعني الساعة، سُمِّيَتْ قارعةً لأنها تَقْرَعُ قُلُوبَ العِبادِ بالمَخافةِ.
ثم أخْبَرَ عنهما جميعًا، فقال:{فَأَمَّا ثَمُودُ} ابتداء {فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥)} خبره، يعني: عُذِّبُوا بِطُغْيانِهِمْ في نِعَمِ اللَّه، والطُّغْيانُ حَمَلَهُمْ على تكذيب صالحِ عليه السلام، والطاغي من كل شيء: ما عَلَا وَجاوَزَ الحَدَّ، والطّاغِيةُ: الصَّيْحَةُ، وقيل: الصاعقة؛ أي: أخَذَتْهُمْ، وهو ما أخْبَرَ اللَّهُ تعالى عنه في سورة الذاريات، وهو قوله تعالى:{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ}(٧)، والطاغية قيل (٨): هي مصدر كالجاثِيةِ، وقيل (٩): هي نعت مجازه: بِفِعْلَتِهِم الطّاغِيةِ.
(١) الطارق ٢. (٢) البلد ١٢. (٣) القدر ٢. (٤) القارعة ٣. (٥) الهمزة ٥. (٦) هذه الفقرة من أول قوله: "وما الأولى ابتداء" نقلها المؤلف من مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٠١، ٤٠٢. (٧) الذاريات ٤٤، وانظر ما تقدم ٣/ ١٧٦. (٨) قاله أبو عبيدة وابن قتيبة والزجاج، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٦٧، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٨٣، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢١٣، وحكاه الطبري عن ابن عباس وابن زيد ومجاهد والحسن ومقاتل في جامع البيان ٢٩/ ٦٠، وينظر: زاد المسير ٨/ ٣٤٦، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٥٨. (٩) أو بالصيحة الطاغية، وهذا قول مجاهد وابن زيد وقتادة، ينظر: جامع البيان ٢٩/ ٦٠، ٦١، =